فإن تعملوني في تصرّف عزّة |
|
وعدل وإلّا فاحسموا علّة الصّرف |
بقيت وسحب العطف (١) منكم تظلّني |
|
وعطف (٢) ثنائي (٣) دائما ثاني العطف |
محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله
ابن محمد بن عبد الله بن فرتون الأنصاري
من أهل مالقة ، يكنى أبا القاسم ، ويعرف بالهنا.
أوليته : ينسب إلى القاضي ببطليوس ، قاضي القضاة ، رحمه الله. وبمالقة دور تنسب إلى سلفه تدلّ على نباهة ، وقد قيل غير ذلك. والنّص الجلي أولى من القياس.
حاله : من «عائد الصلة» : الشيخ الحاج المحدّث صاحب الأشغال بالدار السلطانية. صدر نمطه ، وفريد فنّه رجولة وجزالة واضطلاعا وإدراكا وتجلّدا وصبرا. نشأ بمالقة معدودا في أهل الطّلب والخصوصيّة ، ورحل إلى الحجاز الشّريف في فتائه ، فاستكثر من الرّواية ، وأخذ عن أكابر من أهل المشرق والمغرب ، حسبما يشهد بذلك برنامجه.
وكان على سنن من السّرو والحشمة ، فذّا في الكفاية ، جريّا ، مقداما ، مهيبا ، ظريف الشّارة ، فاره المركب ، مليح الشّيبة ، حسن الحديث ، وقّاد الذهن ، صابرا على الوظائف ، يخلط الخوض في الأمور الدّنيوية بعبادة باهظة ، وأوراد ثقيلة ، ويجمع ضحك الفاتك وبكاء النّاسك في حالة واحدة ، هشّا ، مفرط الحدّة ، يشرد عليه مجل لسانه في المجالس السلطانية بما تعروه المندمة بسببه ، قائما على حفظ القرآن وتجويده وتلاوته ، ذا خصال حميدة ، صنّاع اليد ، مقتدرا على العمليات من نسخ ومقابلة وحساب ، معدودا من صدور الوقت وأعلام القطر ورجال الكمال.
مشيخته : أخذ عن الجلّة من أهل بلده كالأستاذ أبي محمد بن أبي السّداد الباهلي ؛ لازمه وانتفع به ، والخطيب أبي عثمان بن عيسى ؛ أخذ عنه ، والولي أبي عبد الله الطّنجالي ، وغيرهم مما يطول ذكرهم من العدوة والأندلس والمشارقة.
__________________
(١) في النفح : «العفو».
(٢) في النفح : «وحظّ».
(٣) في الأصل : «ثناتي» والتصويب من النفح.