وكلام أبي الحسن الشاذلي ، ومخاطبات خوطب بها في سرّه ، وكلام صاحبه أبي بكر الرّندي ، وحقائق الطريق ، وبعض كرامات غير من ذكر من الأولياء ، وذكر الموت ، وبعض فضائل القرآن.
مشيخته : قرأ على الأستاذ أبي الحسن البلّوطي وأجازه ، وعلى أبي الحسن بن فضيلة وأجازه كذلك ، وعلى أبي جعفر بن الزبير وأجازه ، ثم رحل فحجّ ودخل الشام ، وعاش مدّة من حراسة البساتين ، واعتنى بلقاء المعروفين بالزّهد والعبادة ، وكان مليّا بأخبار من لقي منهم ، فمنهم الشيخ أبو الفضل تاج الدين بن عطاء الله ، وصاحبه أبو بكر بن محمد الرندي.
مناقبه : قال : دخلت معه إلى من خفّ على قلبي الوصول إلى منزله لمّا قدم ألمريّة ، وهو رجل يعرف بالحاج رحيب ، كان من أهل العافية ، ورقّت حاله ، ولم يكن ذلك يظهر عليه ؛ لمحافظته على ستر ذلك لعلوّ همّته ، ولم يكن أيضا أثر ذلك يظهر على منزله ، بل أثاث العافية باق فيه من فرش وماعون. فساعة وصول هذا الشيخ ، قال : الله يجبر حالك ، فحسبتها فراسة من هذا الشيخ. قال : وخاطبته عند لقائي إياه بهذه الأبيات : [البسيط]
أشكو إليك بقلب لست أملكه |
|
ما لم يرد من سبيل فهو يسلكه |
له تعاقب أهواء فيقلقه |
|
هذا ويأخذه هذا ويتركه |
طورا يؤمّنه طورا يخوّفه |
|
طورا ييقّنه طورا يشكّكه |
حينا يوحّشه حينا يؤنّسه |
|
حينا يسكّنه حينا يحرّكه |
عسى الذي يمسك السّبع الطّباق على |
|
يديك يا مطلع الأنوار يمسكه |
فيه سقام من الدنيا وزخرفها |
|
مهما أبيّضه بالذكر تشركه |
عسى الذي شأنه السّتر الجميل كما |
|
غطّى عليه زمانا ليس يهتكه |
فلما قرأ منها : «فيه سقام من الدنيا وزخرفها» ، قال : هذه علّتي.
مولده : سألته عنه ، فقال لي : عام ثمانية وستين بقرية الجيط من قرى الإقليم.
وفاته : بقرية قنجة خطيبا بها ، يوم الاثنين عشرين من شهر شعبان المكرم عام خمسين وسبعمائة ، في الوباء العام ، ودفن بقرية قنجة ، رحمة الله عليه ورضوانه.