الحاتمي ، فبان له الفضل ، ووجبت المزيّة ، ورسالة «الفتق والرّتق ، في أسرار حكمة الشرق».
شعره : من ذلك قوله : [الكامل]
هل تعلمون مصارع العشّاق |
|
عند الوداع بلوعة الأشواق؟ |
والبين يكتب من نجيع دمائهم |
|
إن الشّهيد لمن يمت بفراق |
لو كنت شاهد حالهم يوم النّوى |
|
لرأيت ما يلقون غير مطاق |
منهم كئيب لا يملّ بكاؤه |
|
قد أغرقته مدامع الآماق |
ومحرّق الأحشاء أشعل ناره |
|
طول الوجيب بقلبه الخفّاق |
ومولّة لا يستطيع كلامه |
|
مما يقاسي في الهوى ويلاقي (١) |
خرس اللسان فما يطيق عبارة |
|
ألم المرور وما له من راق؟ |
ما للمحبّ من المنون وقاية |
|
إن لم يغثه حبيبه بتلاق |
مولاي ، عبدك ذاهب بغرامه |
|
فادرك (٢) بوصلك من دماه الباقي (٣) |
إني إليك بذلّتي متوسّل |
|
فاعطف بلطف منك أو إشفاق |
ومن شعره أيضا : [الكامل]
أعد الحديث إذا وصفت جماله |
|
فبه تهيّج للمحبّ خياله |
يا واصف المحبوب كرّر ذكره |
|
وأدر على عشّاقه جرياله |
فبذكر من أهوى وشرح صفاته |
|
لذّ الحديث لمسمعي وخلاله |
طاب السّماع بوصفه لمسامعي |
|
وقررت عينا مذ لمحت هلاله |
قلبي يلذّ ملامة في حبّه |
|
ويرى رشادا في هواه ضلاله |
يا عاذلي أو ما ترقّ لسامر |
|
سمع الظّلام أنينه فرثا له؟ |
ومن شعره أيضا : [الكامل]
إن كنت تزعم حبّنا وهوانا |
|
فلتحملنّ مذلّة وهوانا |
فاسجر لنفسك إن أردت وصالنا |
|
واغضب عليها إن طلبت رضانا |
__________________
(١) في الأصل : «ويلاق» بدون ياء.
(٢) أصل القول : «فأدرك» ؛ لأن الفعل رباعي ، وكذا ينكسر الوزن ، لذا حذفنا همزة القطع وجعلناها همزة وصل.
(٣) في الأصل : «الباق» بدون ياء.