واخلع فؤادك في طلاب ودادنا |
|
واسمح بموتك إن هويت لقانا |
فإذا فنيت عن الوجود حقيقة |
|
وعن الفناء فعند ذاك ترانا |
أو ما علمت الحبّ فيه عبرة |
|
فاخلص لنا عن غيرنا وسوانا |
وابذل لبابك إن وقفت ببابنا |
|
واترك حماك إذا فقدت حمانا |
ما لعلع ما حاجر ما رامة |
|
ما ريم أنس يسحر الأذهانا |
إنّ الجمال مخيّم بقبابنا |
|
وظباؤه محجوبة بظبانا |
نحن الأحبّة من يلذ بفنائنا |
|
نجمع له مع حسننا إحسانا |
نحن الموالي فاخضعنّ لعزّنا (١) |
|
إنّا لندفع في الهوى من هانا |
إنّ التّذلّل للتّدلّل سحر |
|
فاخلد إلينا عاشقا ومهانا |
واصبر على ذلّ المحبّة والهوى |
|
واسمع مقالة هائم قد لانا |
نون الهوان من الهوى مسروقة |
|
فإذا هويت فقد لقيت هوانا |
ومن لطيف كلامه ورقيق شعره : [الرمل]
لو خيال من حبيبي طرقا |
|
لم يدع دمعي بخدّي طرفا |
ونسيم الريح منه لو سرى |
|
بشذاه لأزال الحرقا |
ومتى هبّت عليلات الصّبا |
|
صحّ جسمي فهي (٢) لي نفث رقا |
عجبا يشكو فؤادي في الهوى |
|
لهب النار وجفني الفرقا |
يا أهيل (٣) الحيّ ، لي فيكم رشا |
|
لم يدع لي رمقا مذ رمقا |
بدر تمّ طالع أثمره |
|
غصن بان تحته دعص نقا |
راق حسنا وجمالا مثلما |
|
رقّ قلبي في هواه ورقا |
أنّس (٤) الشمس ضياه ذهبا |
|
وكسا البدر سناه ورقا |
حلل الحسن عليه خلعت |
|
فارتداها ولها قد خلقا |
ومن شعره : [البسيط]
دعوت من شفتي رفقا على كبدي |
|
فقال لي : خلق الإنسان في كبد |
قلت الخيال ولو في النّوم يقنعني |
|
فقال : قد كحلت عيناك بالسّهد |
__________________
(١) في الأصل : «لعزّ نالنا» وكذا لا يستقيم الوزن.
(٢) في الأصل : «فهنّ» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «يا أهل» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٤) في الأصل : «أنسى» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.