مشيخته : قرأ على الأستاذ أبي عبد الله بن الفخّار الأركشي (١) ، وبه تأدّب ، ولازمه كثيرا ، فانتفع به.
شعره : ممّا صدّر به رسالة لزوجه وهو نازح عنها ببعض البلاد. فقال : [الطويل]
سلام كرشف الطّل في مبسم الورد |
|
وسيل نسيم الريح بالقضب الملد |
سلام كما ارتاح المشوق مبشّرا |
|
برؤية (٢) من يهواه من دون ما وعد |
سلام كما يرضي المحبّ حبيبه |
|
من الجدّ في الإخلاص والصّدق في الوعد |
سلام وتكريم وبرّ ورحمة |
|
بقدر مزيد الشوق أو منتهى الودّ |
على ظبية في الأنس مرتعها الحشا |
|
فتأوي إليه لا لشيح ولا رند |
ومن أطلع البدر التّمام جبينها |
|
يرى تحت ليل من دجى الشّعر مسودّ |
وثغر أقاح زانه سمط لؤلؤ |
|
يجبّ به المرجان في أحكم النّضد |
يجول به سلسال راح معتّق |
|
حمته ظبا الألحاظ صونا عن الورد |
فلله عينا من رأى بدر أسعد |
|
وروضة أزهار علت غصن القدّ |
وبشرى لصبّ فاز منها بلمحة |
|
من القرب بشراه بمستكمل السّعد |
وأضحى هواها كامنا بين أضلعي |
|
كمزن خفيّ النار في باطن الزّند |
وراحت فراح الروح إثر رحيلها (٣) |
|
وودّعت صبري حين ودّعها كبدي (٤) |
وصارت لي الأيّام تبدو لياليا |
|
وقد كان ليل الوصل صبحا بها يبدي (٥) |
فساعاتها كالدهر طولا وطالما |
|
حكى الدهر ساعات بها قصرا عندي |
ومنها :
ترى قلبها هل هام مني بمثل ما |
|
بقلبي من الحبّ الملازم والوجد؟ |
وهل هي (٦) ترعى ذمّتي ومودّتي |
|
كما أنا أرعاها على القرب والبعد؟ |
__________________
(١) نسبة إلى أركش Arcos de la Frontera ، وهي حصن بالأندلس على وادي لكة. الروض المعطار (ص ٢٧).
(٢) في الأصل : «برويا» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «رحلها» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٤) في الأصل : «كبد» بدون ياء.
(٥) في الأصل : «يبد» بدون ياء.
(٦) كلمة «هي» ساقطة في الأصل.