وحللت أرضا بدّلت حصباؤها |
|
ذهبا يرفّ (١) لناظريّ وجوهرا |
وليعلم (٢) الأملاك أنّي بعدهم |
|
ألفيت كلّ الصّيد في جوف الفرا (٣) |
ورمى عليّ رداءه من دونهم |
|
ملك تخيّر للعلا فتخيّرا |
ضربوا قداحهم عليّ ففاز بي |
|
من كان بالقدح المعلّى أجدرا |
من فكّ طرفي من تكاليف الفلا |
|
وأجار طرفي من تباريح السّرى |
وكفى عتابي من ألام معذّرا |
|
وتذمّمي ممّن تجمّل (٤) معذرا |
ومسائل عنّي الرفاق وودّه |
|
لو تنبذ الساحات (٥) رحلي بالعرا |
وبقيت في لجج الأسى متضلّلا |
|
وعدلت عن سبل الهدى متحيّرا |
كلّا وقد آنست من هود هدى |
|
ولقيت يعرب في القيول وحميرا |
وأصبت في سبإ مورّث ملكه |
|
يسبي الملوك ولا يدبّ لها الضّرا |
فكأنما تابعت تبّع رافعا |
|
أعلامه ملكا يدين له الورى |
والحارث الجفنيّ ممنوع الحمى |
|
بالخيل والآساد مبذول القرى |
وحططت رحلي بين ناري حاتم |
|
أيام يقري موسرا أو معسرا |
ولقيت زيد الخيل تحت عجاجة |
|
تكسو (٦) غلائلها الجياد الضّمّرا |
وعقدت في يمن مواثق ذمّة |
|
مشدودة الأسباب موثقة العرى |
وأتيت بحدل (٧) وهو يرفع منبرا |
|
للدّين والدّنيا ويخفض منبرا |
وحططت (٨) بين جفانها وجفونها |
|
حرما أبت حرماته أن تخفرا |
تلك البحور (٩) تتابعت وخلفتها |
|
سعيا فكنت الجوهر المتخيّرا |
ولقد نموك ولادة وسيادة |
|
وكسوك عزّا وابتنوا لك مفخرا |
__________________
(١) في أعمال الأعلام : «يروق».
(٢) في أعمال الأعلام : «ولتعلم».
(٣) أخذه من المثل : «كلّ الصّيد في جوف الفرا». يضرب لمن يفضّل على أقرانه. والفرا : الحمار الوحشي وجمعه فراء. مجمع الأمثال (ج ٢ ص ١٣٦).
(٤) في الأصل : «تحمّل» بالحاء المهملة ، والتصويب من المصدرين.
(٥) في الأصل : «السانحات» وكذا لا يستقيم الوزن والمعنى ، والتصويب من أعمال الأعلام. وفي الديوان : «السادات».
(٦) في الأصل : «يكسو» ، وكذا في الديوان ، والتصويب من أعمال الأعلام.
(٧) هو بحدل بن أنيف الكلبي ، الذي تزوج معاوية بن أبي سفيان من بنته ميسون والدة ابنه يزيد ، وقد كان لقبيلة كلب اليمنية التي ينتسب إليها بحدل أعظم البلاء في نصرة الدعوة الأموية.
(٨) في أعمال الأعلام : «وخططت» بالخاء المعجمة.
(٩) في المصدر نفسه : «البدور».