فما بسوى العلياء (١) همنا جلالة |
|
إذا هام قوم بالحسان النّواعم |
بروق السّيوف المشرفيّات والقنا |
|
أحبّ إلينا من بروق المباسم |
وأمّا صميل السّابحات لذي الوغى |
|
فأشجى لدينا من غناء (٢) الحمائم |
وأحسن من قدّ الفتاة وخدّها |
|
قدود العوالي أو خدود الصوارم |
إذا نحن جرّدنا الصوارم لم تعد |
|
إلى غمدها إلّا بجرّ الغلاصم (٣) |
نواصل بين الهندواني الطّلاء (٤) |
|
بتفريق ما بين الطّلى والجماجم |
فيرغب منّا السّلم كلّ محارب |
|
ويرهب منّا الحرب كلّ مسالم |
نقود إلى الهيجاء كلّ مضمّر |
|
ونقدم إقدام الأسود الضّراغم |
وما كلّ من قاد الجيوش إلى العدا |
|
يعود إلى أوطانه بالغنائم |
وننصر مظلوما ونمنع ظالما |
|
إذا شيك مظلوم بشوكة ظالم |
ويأوي إلينا المستجير ويلتجي |
|
ويحميه منّا كلّ ليت ضبارم (٥) |
ألم تر إذ جاء السّبيعيّ قاصدا |
|
إلى بابنا يبغي التماس المكارم؟ |
وذلك لمّا أن جفاه صحابه |
|
وكلّ خليل ودّه غير دائم |
وأزمع إرسالا إلينا رسالة |
|
بإخلاص ودّ واجب غير واجم |
وكان رأى أنّ المهامه بيننا |
|
فخلّى لذات الخفّ ذات المناسم |
وقال ألا سل من عليم مجرّب |
|
أبثّ له ما تحت طيّ الحيازم |
فيبلغ عنه الآن خير رسالة |
|
تؤدّي إلى خير الملوك الأعاظم |
على ناقة وجناء كالحرف ضامر |
|
تخيّرها بين القلاص الرّواسم |
من اللائي يظلمن الظليم إذا عدى |
|
ويشبهه في جيده والقوائم |
إذا أتلعت فوق السّحاب جوابها |
|
تخيّلتها بعض (٦) السحاب الرّواكم |
وإن هملجت بالسّير في وسط مهمه |
|
نزلت كمثل البرق لاح لشائم |
ولم يأمن الخلّان بعد اختلالهم |
|
فأمسى وفي أكبادها أيّ جاحم |
__________________
(١) في الأصل : «العليا» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «غنا» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٣) رواية عجز البيت في الأصل هي :
إلّا غمادها الأبحر الغلاصم
وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى. والغمد : جفن السيف. والغلاصم : جمع غلصمة وهو اللحم ما بين الرأس والعنق ، والمراد قطع الرقاب.
(٤) في الأصل : «الطّلا» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٥) في الأصل : «صيارم» ، وكذا لا معنى له. والأسد الضّبارم : المجتمع الخلق موثّقه.
(٦) في الأصل : «تعضّ» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.