مولده : في حدود عام ثمانين وستمائة.
وفاته : توفي رحمة الله عليه في ... (١) الموفي ثلاثين لذي قعدة من عام خمسين وسبعمائة.
محمد بن علي بن أحمد الخولاني (٢)
يكنى أبا عبد الله ، أصله من مجلقر ، ويعرف بابن الفخّار وبالبيري ، شيخنا رحمه الله.
حاله : من «عائد الصلة» : أستاذ الجماعة ، وعلم الصناعة ، وسيبويه العصر ، وآخر الطبقة من أهل هذا الفن. كان ، رحمه الله ، فاضلا ، تقيّا ، منقبضا ، عاكفا على العلم ، ملازما للتدريس ، إمام الأئمّة من غير مدافع ، مبرّزا أمام أعلام البصريّين من النّحاة ، منتشر الذكر ، بعيد الصّيت ، عظيم الشهرة ، مستبحر الحفظ ، يتفجّر بالعربية تفجّر البحر ، ويسترسل استرسال القطر ، قد خالطت دمه ولحمه ، لا يشكل عليه منها مشكل ، ولا يعوزه توجيه ، ولا تشذّ عنه حجّة. جدّد بالأندلس ما كان قد درس من لسان العرب ، من لدن وفاة أبي علي الشلوبين ، مقيم السوق على عهده. وكانت له مشاركة في غير صناعة العربية من قراءات وفقه ، وعروض ، وتفسير. وتقدم خطيبا بالجامع الأعظم ، وقعد للتدريس بالمدرسة النّصرية (٣) ، وقلّ في الأندلس من لم يأخذ عنه من الطّلبة. واستعمل في السّفارة إلى العدوة ، مع مثله من الفقهاء ، فكانت له حيث حلّ الشّهرة وعليه الازدحام والغاشية ، وخرّج ، ودرّب ، وأقرأ ، وأجاز ، لا يأخذ على ذلك أجرا وخصوصا فيما دون البداية ، إلّا الجراية المعروفة ، مقتصدا في أحواله ، وقورا ، مفرط الطّول ، نحيفا ، سريع الخطو ، قليل الالتفات والتعريج ، متوسط الزّي ، متبذلا في معالجة ما يتملّكه بخارج البلد ، قليل الدّهاء والتّصنّع ، غريب النّزعة ، جامعا بين الحرص والقناعة.
__________________
(١) بياض في الأصل.
(٢) ترجمة محمد بن علي الخولاني ، المعروف بابن الفخار ، في الكتيبة الكامنة (ص ٧٠) ونفح الطيب (ج ٧ ص ٣٣٠).
(٣) هذه المدرسة أنشأها السلطان أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل النصري ، ومكانها ما يزال معروفا إلى اليوم بغرناطة ، ويقع قبالة الكنيسة العظمى التي أنشئت على موقع المسجد الجامع. اللمحة البدرية (ص ١٠٩).