حرف الصاد
من الأعيان والوزراء
الصّميل بن حاتم بن عمر بن جذع بن شمر بن ذي الجوشن
الضّبابي الكلبي (١)
وهو من أشراف عرب الكوفة.
أوليته : قال صاحب الكتاب «الخزائني» : جدّه (٢) أحد قتلة الحسين بن علي والذي قدم برأسه على يزيد بن معاوية ، فلمّا قام المختار (٣) ثائرا بالحسين فرّ عنه شمر ولحق بالشام فأقام بها في عزّ ومنعة. ولمّا خرج كلثوم بن عياض غازيا إلى المغرب ، كان الصّميل ممن ضرب عليه البعث في أشراف أهل الشام. ودخل الأندلس في طالعة بلج بن بشر القشيري ، فشرف ببدنه إلى شرف تقدّم له ، وردّ ابن حيّان هذا. وقال في كتاب «بهجة الأنفس ، وروضة الأنس» : كان الصّميل بن حاتم هذا جدّه شمر قاتل الحسين ، رضي الله عنه ، من أهل الكوفة ، فلمّا قتله ، تمكّن منه المختار فقتله ، وهدم داره ، فارتحل ولده من الكوفة ، فرأس بالأندلس ، وفاق أقرانه بالنجدة والسّخاء.
حاله : قال (٤) : كان شجاعا ، نجدا ، جوادا ، كريما ، إلّا أنه كان رجلا أمّيّا لا يقرأ ولا يكتب ، وكان (٥) له في قلب الدول وتدبير الحروب ، أخبار مشهورة.
من أخباره : حكى ابن القوطيّة ، قال (٦) : مرّ الصّميل بمعلّم يتلو : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ)(٧) ، فوقف يسمع ، ونادى بالمعلّم : يا هناه ، كذا نزلت
__________________
(١) توفي الصميل بن حاتم سنة ١٤٢ ه ، وترجمته في الحلة السيراء (ج ١ ص ٦٧) وتاريخ افتتاح الأندلس (ص ٤٤ ـ ٤٦ ، ٥١ ، ٥٩ ـ ٦١).
(٢) النص في الحلة السيراء (ج ١ ص ٦٧) بتصرف ، وجاء فيه أن جدّه هو : شمر بن ذي الجوشن.
(٣) هو أبو إسحاق المختار بن أبي عبيد الثقفي ، المتوفى سنة ٦٧ ه ؛ من زعماء الثائرين على بني أمية ، كان همه أن يقتل من قاتلوا الحسين بن علي ، عليهما السلام. الأعلام (ج ٧ ص ١٩٢) وفيه ثبت بأسماء المصادر التي ترجمت له.
(٤) قارن بالحلة السيراء (ج ١ ص ٦٨).
(٥) في الحلة السيراء : «وكانت».
(٦) النص في تاريخ افتتاح الأندلس (ص ٦٠) والحلة السيراء (ج ١ ص ٦٨) بتصرف.
(٧) سورة آل عمران ٣ ، الآية ١٤٠.