وفاؤه : وخبر وفائه مشهور ، فيما كان من جوابه لرسولي عبد الرحمن بن معاوية إليه ، بما قطع به رجاء الهوادة في أمر أميره يوسف بن عبد الرحمن الفهري ، والتّستّر مع ذلك عليهما ، فلينظر في كتاب «المقتبس».
دخوله غرناطة : ولما صار الأمر إلى عبد الرحمن بن معاوية ، صقر بني أمية ، وقهر الأمير يوسف الفهري ووزيره الصّميل ، إذ عزله الناس ، ورجع معه يوسف الفهري والصميل إلى قرطبة ، ولم يلبثا أن نكثا ، ولحقا فحص غرناطة ، ونازلهما الأمير عبد الرحمن بن معاوية في خبر طويل ، واستنزلهما عن عهد ، وعاد الجميع إلى قرطبة ، وكان يوسف والصميل يركبان إلى القصر كل جمعة إلى أن مضيا لسبيلهما. وكان عبد الرحمن بن معاوية يسترجع ويقول : ما رأيت مثله رجلا. لقد صحبني من إلبيرة إلى قرطبة ، فما مسّت ركبتي ركبته ، ولا خرجت دابّته عن دابّتي.
ومن الكتّاب والشعراء
صفوان بن إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى
ابن إدريس التّجيبي (١)
من أهل مرسية ، يكنى أبا بجر (٢).
حاله : كان (٣) أديبا ، حسيبا جليلا ، أصيلا ، ممتعا من الظّرف ، ريّان من الأدب ، حافظا ، حسن الخطّ ، سريع البديهة ، ترف النّشأة ، على تصاون وعفاف ، جميلا سريّا ، سمحا ذكيا ، مليح العشرة ، طيّب النفس ، ممّن تساوى حظّه في النظم والنثر ، على تباين الناس في ذلك.
مشيخته : روى عن أبيه وخاله ، ابن عمّ أبيه القاضي أبي القاسم بن إدريس ، وأبي بكر بن مغاور ، وأبي الحسن بن القاسم ، وأبي رجال بن غلبون ، وأبي عبد الله بن حميد ، وأبي العباس بن مضاء ، وأبي القاسم بن حبيش ، وأبي محمد الحجري ، وابن حوط الله ، وأبي الوليد بن رشد ، وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال.
__________________
(١) ترجمة صفوان بن إدريس في التكملة (ج ٢ ص ٢٢٤) والمغرب (ج ٢ ص ٢٦٠) ورايات المبرزين (ص ٢٠١) وفوات الوفيات (ج ٢ ص ١١٧) والوافي بالوفيات (ج ١٦ ص ٣٢١) ومعجم الأدباء (ج ٣ ص ٤٢١) والمقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٥٥ ، ٢٠٦) والذيل والتكملة (السفر الرابع ص ١٤٠) ونفح الطيب (ج ٧ ص ٥٧).
(٢) في النفح : «أبو بحر».
(٣) النص في الذيل والتكملة (السفر الرابع ص ١٤٠) والنفح (ج ٧ ص ٥٧ ـ ٥٨).