والورد في شطّ الخليج كأنّه |
|
رمد ألمّ بمقلة زرقاء |
وكأنّ غصن (١) الزّهر في خضر الرّبى |
|
زهر النجوم تلوح بالخضراء |
وكأنما جاء النّسيم مبشّرا |
|
للرّوض يخبره بطول بقاء |
فكساه خلعة طيبه ورمى له |
|
بدراهم الأزهار رمي سخاء |
وكأنّما احتقر الصّنيع فبادرت |
|
بالعذر (٢) عنه نغمة الورقاء |
والغصن يرقص في حلى أوراقه |
|
كالخود في موشيّة خضراء |
وافترّ ثغر الأقحوان بما رأى |
|
طربا وقهقه منه جري الماء |
أفديه من أنس تصرّم فانقضى |
|
فكأنّه قد كان في الإغفاء |
لم يبق منه غير ذكر أو منى |
|
وكلاهما سبب لطول عناء |
أو رقعة من صاحب هي تحفة |
|
إنّ الرّقاع لتحفة النّبهاء |
كبطاقة الوسميّ (٣) إذ حيّا بها |
|
إنّ الكتاب تحيّة الظّرفاء (٤) |
وهي طويلة (٥). وقال مراجعا عن كتاب أيضا : [الوافر]
ألا سمح الزمان به كتابا |
|
ذرى بوروده أنسي قبابا |
فلا أدري أكانا تحت وعد |
|
دعا بهما لبرئي فاستجابا؟ |
وقد ظفرت يدي بالغنم منه |
|
فليت الدهر سنّى لي إيابا |
فلو لم أستفد شيئا سواه |
|
قنعت بمثله علقا لبابا |
إذا أحرزت هذا في اغترابي |
|
فدعني أقطع العمر اغترابا |
رجمت بأنسه شيطان همّي |
|
فهل وجّهت طرسا أم شهابا؟ |
رشفت به رضاب الودّ عذبا |
|
يذكّرني شمائلك العذابا |
وكدت أجرّ أذيالي نشاطا |
|
ولكن خلت قولهم تصابا |
فضضت ختامه عنّي كأني |
|
فتحت بفضّه للروض بابا |
فكدت أبثّه في جفن عيني |
|
لكي أستودع الزّهر السّحابا |
وكنت أصونه في القلب لكن |
|
خشيت عليه أن يفنى التهابا |
ولو أنّ الليالي سامحتني |
|
لكنت على كتابكم الجوابا |
__________________
(١) في النفح : «غضّ».
(٢) في النفح : «للعذر».
(٣) في النفح : «الوشقيّ».
(٤) في النفح : «الخلطاء».
(٥) أورد منها المقري ستة وأربعين بيتا.