رويدا ، إنّ بعض اللّوم لوم |
|
ومثلي لا ينهنهه الملام |
ويوم نوى وضعت الكفّ فيه |
|
على قلب يطير به الهيام |
ولو لا أن سفحت به جفونا |
|
تفيض دما لأحرقها الضّرام (١) |
وليل بتّه (٢) كالدّهر طولا |
|
تنكّر لي وعرّفه التّمام |
كأنّ سماءه (٣) زهر (٤) تجلّى |
|
بزهر الزّهر والشّرق (٥) الكمام |
كأنّ البدر تحت الغيم وجه |
|
عليه من ملاحته لثام |
كأنّ الكوكب الدّرّي كأس |
|
وقد رقّ الزّجاجة والمدام |
كأنّ سطور أفلاك الدّراري |
|
قسيّ والرّجوم لها سهام |
كأنّ مدار قطب بنات نعش |
|
نديّ والنجوم به ندام |
كأنّ بناته الكبرى جوار |
|
جوار والسّهى فيها غلام |
كأنّ بناته الصّغرى جمان |
|
على لبّاتها منها (٦) نظام |
كواكب بتّ أرعاهنّ حتى |
|
كأنّي عاشق وهي الذّمام |
إلى أن مزّقت كفّ الثّريّا |
|
جيوب الأفق وانجاب الظلام |
فما خلت انصداع الفجر إلّا |
|
قرابا ينتضى منه حسام |
وما شبّهت وجه الشمس إلّا |
|
لوجهك (٧) أيها الملك الهمام |
وإن شبّهته بالبدر يوما |
|
فللبدر الملاحة والتّمام |
تهلّل منه حسن الدهر حتى |
|
كأنّك في محيّاه ابتسام |
وعرف ما تنكّر من معال |
|
كأنّك لاسمها ألف ولام |
وملء العين منك جلال مولى |
|
صنائعه كغرّته وسام |
إذا ما قيل في يده غمام |
|
فقد بخست وقد خدع الغمام |
وحشو الدّرع أروع غالبيّ |
|
يراع بذكره الجيش اللهام |
إذا ما سلّ سيف العزم يوما |
|
على أمر فسلّم يا سلام |
__________________
(١) الأبيات التي تلي هذا البيت وعددها ثلاثة عشر ، في الذيل والتكملة (ج ٤ ص ١٣٩).
(٢) في الذيل والتكملة : «صبابة».
(٣) في الأصل : «سماه» ، وكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدر السابق.
(٤) في الذيل والتكملة : «روض».
(٥) في الأصل : «والشوق» والتصويب من الذيل والتكملة.
(٦) في الذيل والتكملة : «منه».
(٧) في الأصل : «بوجهك» والتصويب من الذيل والتكملة.