الأسعد ، المبارك ، الأسنى ، الأسمى ، الأحفل ، الأكمل ، المجاهد ، المقدس ، المرحوم ، أبي محمد عبد الله ، ابن الرئيس الجليل ، الهمام ، الأوحد ، الأسعد ، المبارك ، الأمضى ، الأسنى ، الأسمى ، المعظم ، المرفّع ، المجاهد ، الأرضى ، المقدس ، المرحوم أبي إسحاق إبراهيم بن إشقيلولة ، رحمه الله وعفا عنه وأسكنه جنّته. ظهر ، عفا الله عنه ، بوادي آش ، أمّنها الله ، قاعدة من قواعد الأندلس ، وتسلطن ، ونشرت علامات سلطنته ، وضربت الطبول. وجاهد منها العدو ، قصمه الله ، وظهر على خاله سلطان الأندلس ، وأقام في سلطنته نحوا من ثلاث وعشرين سنة. ثم قام بدعوة الملك الأعلى ، السلطان المؤيد المنصور ، أمير المسلمين ، المؤيد بالله أبي يعقوب ، أيّده الله بنصره ، وأمدّه بمعونته ويسره ، وأمره ، أيّده الله ، أن يتخلّى عن وادي آش المذكورة ، ويصل للمغرب ، فتنحّى عن الأندلس للمغرب ، آنسه الله ، في جمادى الأولى من عام ستة وثمانين وستمائة ، فأعطاه ، أيّده الله ، قصر عبد الكريم ، أمّنه الله ، وأنعم عليه ، فأقام به مدة من ثمانية أعوام ، وجاز منه إلى الأندلس ، أمّنها الله ، وجاهد بها مرّتين ، ثم رجع إلى قصر عبد الكريم المذكور ، وتوفي ، شرّف الله روحه الطّيبة المجاهدة ، عشيّ يوم السبت العاشر من شهر محرم سنة خمس وتسعين وستمائة».
عبد الله بن بلقّين بن باديس بن حبّوس بن ماكسن
ابن زيري بن مناد الصّنهاجي (١)
أمير غرناطة.
أوليته : قد مرّ من ذلك في اسم جدّه ما فيه كفاية.
حاله : لقبه المظفّر بالله ، الناصر لدين الله. ولي بعد جدّه باديس في شوال سنة خمس وستين وأربعمائة ، وصحبه سماجة الصّنهاجي تسع سنين. قال الغافقي : وكان قد حاز حظّا وافرا من البلاغة والمعرفة ، شاعرا جيّد الشعر ، مطبوعه ، حسن الخطّ. كانت بغرناطة ربعة مصحف بخطّه في نهاية الصّنعة والإتقان. ووصفه ابن الصّيرفي
__________________
(١) ترجمة عبد الله بن بلقين في الأنيس المطرب (ص ٩٩) والمختصر في أخبار البشر (ج ٢ ص ١٩٨) وتتمة المختصر في أخبار البشر (ج ٢ ص ٨) وأعمال الأعلام (القسم الثاني ص ٢٣٣) وتاريخ قضاة الأندلس (ص ١٢٣ ، ١٢٨) والحلل الموشية (ص ٣٤) وكتاب العبر (م ٤ ص ٣٤٦) و (م ٦ ص ٣٧٠) وصبح الأعشى (ج ٥ ص ٢٤٢) ومذكرات الأمير عبد الله (ص ٢٠٥).
وهناك دراسة مستفيضة عنه للدكتورة مريم قاسم طويل في كتابها : مملكة غرناطة في عهد بني زيري البربر (ص ١٧١ ـ ٢٣٩).