مولده : ولد بحضرة غرناطة في جمادى الأولى من عام اثنين وسبعين وستمائة.
وفاته : بعد (١) يوم الوقيعة الكبرى على المسلمين بظاهر طريف يوم الاثنين السابع لجمادى الأولى عام واحد وأربعين وسبعمائة.
من رثاه : قلت في رثائه من قصيدة أولها (٢) : [الطويل]
سهام المنايا لا تطيش ولا تخطي |
|
وللدهر كفّ تستردّ الذي تعطي |
وإنّا وإن كنّا على ثبج الدّنا |
|
فلا بدّ يوما أن نحلّ على الشّطّ |
وسيّان ذلّ الفقر أو عزّة الغنى |
|
ومن أسرع السّير الحثيث ومن يبطي (٣) |
تساوى على ورد الرّدى كلّ وارد |
|
فلم يغن ربّ السّيف عن ربّة القرط |
وقال شيخنا أبو زكريا بن هذيل من قصيدة يرثيه بها (٤) : [الطويل]
إذا أنا لم أرث الصديق فما عذري |
|
إذا قلت أبياتا حسانا من الشعر؟ |
ولو كان شعري لم يكن غير ندبة |
|
وأجريت دمعي لليراع (٥) عن الحبر |
لما كنت أقضي حقّ صحبته التي |
|
توخّيتها عونا على نوب الدّهر |
رماني عبد الله يوم وداعه |
|
بداهية دهياء (٦) قاصمة الظّهر |
قطعت رجائي حين صحّ حديثه |
|
فإن لم يوف دمعي فقد خانني صبري |
وهل مؤنس كابن الخطيب لوحشتي |
|
أبثّ له همّي وأودعه سرّي؟ |
عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن جزيّ (٧)
من أهل غرناطة ، يكنى أبا محمد ، وقد مرّ ذكر أبيه شيخنا وأخويه ، وتقرّرت نباهة بيتهم.
__________________
(١) في النفح : «وفقد يوم ...».
(٢) الأبيات في نفح الطيب (ج ٧ ص ١٥ ـ ١٦).
(٣) في الأصل : «يبط» بالكسر ، والتصويب من النفح. وترتيب هذا البيت في النفح بعد البيت التالي.
(٤) الأبيات في نفح الطيب (ج ٧ ص ١٦).
(٥) اليراع : القصب ، والمراد القلم. محيط المحيط (يرع).
(٦) الدهياء : الشديدة القاسية. لسان العرب (دها).
(٧) ترجمة ابن جزي في الكتيبة الكامنة (ص ٩٦) ونيل الابتهاج (ص ١٢٩) ونفح الطيب (ج ٨ ص ٨٤).