حاله : هذا (١) الفاضل قريع بيت نبيه ، وسلف شهير ، وأبوّة خيّرة (٢) ، وأخوّة بليغة ، وخؤولة تميّزت من السلطات بحظوة. أديب حافظ ، قام على فنّ العربيّة ، مشارك في فنون لسانيّة سواه ، طرف (٣) في الإدراك ، جيد النظم ، مطواع القريحة ، باطنه نبل ، وظاهره غفلة. قعد للإقراء ببلده غرناطة ، معيدا ومستقلّا ، ثم تقدّم للقضاء بجهات نبيهة ، على زمن الحداثة ، وهو لهذا العهد مخطوب رتبة ، وجار إلى غاية ، وعين من أعيان البلدة.
مشيخته : أخذ عن والده الأستاذ الشهير (٤) أبي القاسم حديث الرّحمة بشرطه ، وسمع عليه على صغر السّن ، أبعاضا من كتب عدة في فنون مختلفة ، كبعض صحيح مسلم ، وبعض صحيح البخاري ، وبعض الجامع للتّرمذي ، وبعض السّنن للنّسائي ، وبعض سنن أبي داود ، وبعض موطّأ مالك بن أنس ، وبعض الشّفاء لعياض ، وبعض الشّمائل للتّرمذي ، وبعض الأعلام للنّميري ، وبعض المشرع السّلس في الحديث المسلسل لابن أبي الأحوص ، وبعض كتاب التّيسير لأبي عمرو الدّاني ، وبعض كتاب التّبصرة للمكيّ ، وبعض الكافي لابن شريح ، وبعض الهداية للمهدي ، وبعض التّلخيص للطّبري ، وبعض كتاب الدّلالة في إثبات النبوّة والرسالة لأبي عامر بن ربيع ، وبعض كتاب حلبة الأسانيد وبغية التلاميذ لابن الكمّاد ، وبعض كتاب وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم من تواليف والده ، وبعض القوانين الفقهية ، وبعض كتاب الدّعوات والأذكار ، وبعض كتاب النّور المبين في قواعد عقائد الدين من تأليفه ، وبعض تقريب الوصول إلى علم الأصول ، وبعض كتاب الصلاة ، وبعض كتاب الأنوار السّنية في الكلمات السّنية ، وبعض كتاب برنامجه. كل ذلك من تأليف والده ، رحمه الله. وأجاز له رواية الكتب المذكورة عنه ، مع رواية جميع مرويّاته وتواليفه وتقييداته ، إجازة عامة. ولقّنه في صغره جملة من الأحاديث النبوية والمسائل الفقهية ، والمقطوعات الشعرية.
ومنهم قاضي الجماعة أبو البركات بن الحاج ، حدّثه بألمرية حديث الرحمة بشرطه ، وسمع عليه بها وبغرناطة عدّة من أبعاض كتب ، وأجازه عامة ، وأنشده من شعره ، وشعر غيره. ومنهم قاضي الجماعة الشريف أبو القاسم ، لازمه مدة القراءة عليه ، واستفاد منه ، وتفقّه عليه بقراءة غيره في كثير من النّصف الثاني من كتاب سيبويه ، وفي كثير من النصف الثاني من كتاب الإيضاح لأبي علي الفارسي ، وفي
__________________
(١) النص في نفح الطيب (ج ٨ ص ٨٤).
(٢) في النفح : «خير».
(٣) في النفح : «ظرف».
(٤) في النفح : «الشهير الشهيد».