وأبي الحسن الصّدفي الفاسي ، وسمع عليه كثيرا من كتاب سيبويه تفقّها ، وأجاز له كتابة القاضي أبو بكر بن أبي جمرة مع آخرين ممن أخذوا عنه.
من أخذ عنه : روى عن الناس أهل بلده وغيرهم ، منهم ابن أبي الأحوص ، وأبو عبد الله بن إبراهيم المقرئ.
وفاته : توفي في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة (١) ، ودفن بمقبرة باب إلبيرة.
عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن سلمون الكناني
من أهل غرناطة ، يكنى أبا محمد ، ويعرف بابن سلمون.
حاله : كان ، رحمه الله ، نسيج وحده ، دينا وفضلا ، وتخلّقا ودماثة ، ولين جانب ، حسن اللّقاء ، سليم الباطن ، مغرقا في الخير ، عظيم الهشّة والقبول ، كريم الطّويّة ، عظيم الانقياد ، طيّب اللهجة ، متهالكا في التماس الصّالحين ، يتقلّب في ذلك بين الخطإ والإصابة ، صدرا في أهل الشّورى. قرأ ببلده وسمع وأسمع وأقرأ ، وكتب الشروط مدة ، مأثور العدالة ، معروف النّزاهة ، مثلا في ذلك ، ويقوم على العربية والفقه ، خصوصا باب البيوع ، ويتقدّم السّباق في معرفة القراءات ، منقطع القرين في ذلك ، أشدّ الناس خفوفا في الحوائج ، وأسرعهم إلى المشاركة.
مشيخته : قرأ على الأستاذ الكبير أبي جعفر بن الزبير بغرناطة ، ولازمه ، فانتفع به دراية ورواية. وقرأ على الخطيب أبي الحسن بن فضيلة ، والمكتّب أبي الحسن البلّوطي ، وأبي محمد النّفزي ، والخطيب أبي جعفر الكحيلي. وبمالقة على الأستاذ أبي محمد الباهلي. وبسبتة على الأستاذ المقرئ رحلة وقته أبي القاسم بن الطيب ، وسمع عليه الكثير. وعلى الأستاذ أبي عبد الله الدّراج ، ولازم مجلس إقرائه ، وعلى الشيخ المعمّر أبي عبد الله بن الخطّار الكامي ، وهو أعلى من لقيه من تلك الحلبة. وأخذ بالإجازة عن العدل أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن النّولي ، وروايته عالية. لقي أبا الربيع بن سالم ، ولقي بسبتة الشّريف الرّاوية أبا علي الحسن بن أبي الشرف ربيع ، والأديب الكاتب أبا علي الحسين بن عتيق بن الحسين بن رشيق. وبفاس الفقيه أبا غالب محمد بن محمد بن عبد الرحمن المغيلي. وقرأ على الخطيب المحدّث أبي عبد الله بن رشيد. وسمع على ذي الوزارتين أبي عبد الله بن الحكيم. ولقي الأديب المعمّر مالك بن المرحّل. وأجازه أبو عمران موسى بن الخطيب أبي الحسن
__________________
(١) في التكملة : «وتوفي سنة ٦٣١ وهو ابن خمس وسبعين سنة».