فيعطي براءته من النّار ، ثم يؤتى بي ، فأوقفت بين يدي ربيّ ، فأعطاني براءتي من النّار ، فاستيقظت ، وأنا أشدّ عليها يدي اغتباطا بها وفرحا ، والحمد لله.
مشيخته : تلا (١) بمالقة على أبيه ، وأبي زيد السّهيلي ، والقاسم بن دحمان ، وروى عنهم ، وعن أبي الحجاج بن الشيخ ، وأبوي عبد الله بن الفخّار ، وابن نوح ، وابن اليتيم ، وابن كامل ، وابن جابر ، وابن بونة. وبالمنكّب عن عبد الوهاب الصّدفي. وحضر بمالقة مجلس أبي إسحاق بن قرقول. وبإشبيلية عن أبي بكر بن الجد ، وابن صاف ، وأبي جعفر بن مضاء ، وأبوي الحسن عبد الرحمن بن مسلمة ، وأبي عبد الله بن زرقون ، وأبي القاسم بن عبد الرازق ، وأبي محمد بن جمهور. وبغرناطة عن أبوي جعفر بن حكم الحصّار ، وابن شراحيل ، وأبي عبد الله بن عروس ، وأبوي محمد عبد الحق النّوالشي ، وعبد المنعم بن الفرس. وبمرسية عن أبي عبد الله بن حميد ، وأبي القاسم بن حبيش. وبسبتة عن أبي محمد الحجري. وأجاز له من الأندلس ابن محرز ، وابن حسّون ، وابن خيرة ، والأركشي ، وابن حفص ، وابن سعادة ، ويحيى المجريطي ، وابن بشكوال ، وابن قزمان. ومن أهل المشرق جماعة كبيرة.
شعره وتصانيفه : ألّف في العروض مجموعات نبيلة ، وفي قراءة نافع. ولخّص أسانيد الموطّأ. وله المبدي ، لخطإ الرّندي. ودخل يوما بمجلس أقرأ به أبو الفضل عياض ، وكان أفتى منه ، غير أنّ الشّيب جار عليه ، وتأخّر شيب الأستاذ ، فقال : يا أستاذ ، شبنا وما شبتم ، قال : فأنشده ارتجالا (٢) : [الطويل]
وهل نافع (٣) أن أخطأ الشّيب مفرقي |
|
وقد شاب أترابي وشاب لداتي؟ |
لئن كان خطب الشّيب يوجد حسّه (٤) |
|
بتربي فمعناه يقوم بذاتي |
ومن شعره في التّجنيس (٥) : [الطويل]
لعمرك ، ما الدّنيا وسرعة (٦) سيرها |
|
بسكّانها إلّا طريق مجاز |
حقيقتها أنّ المقام بغيرها |
|
ولكنهم قد أولعوا بمجاز |
__________________
(١) قارن بالتكملة (ج ٢ ص ٢٨٦) والذيل والتكملة (ج ٤ ص ١٩٢).
(٢) البيتان في الذيل والتكملة (ج ٤ ص ٢١٠).
(٣) في الذيل والتكملة : «نافعي».
(٤) في المصدر نفسه : «عينه».
(٥) البيتان في الذيل والتكملة (ج ٤ ص ٢١٠) ونفح الطيب (ج ٤ ص ٢٠٠).
(٦) في الأصل : «بسرعة» والتصويب من المصدرين.