البشكنس ، فهزم جيشه ، كان (١) الحجاري أحد من أسر في تلك الوقيعة ، فاستقرّ ببسقاية (٢) ، وبقي بها مدّة ، يحرّك ابن هود بالأشعار ويحثّه على خلاصه من الإسار ، فلم يجد عنده ذمامة ، ولا تحرّك له اهتمامه ، فخاطب عبد الملك بن سعيد بقوله : [السريع]
أصبحت في بسقاية مسلما |
|
إلى الأعادي لا أرى مسلما |
مكلّفا ما ليس في طاقتي |
|
مصفّدا منتهرا مرغما |
أطلب بالخدمة ، وا حسرتي! |
|
وحالتي تقضي بأن أخدما |
فهل كريم يرتجى للأسير |
|
يفكّه ، أكرم به منتمى |
وقوله : [الخفيف]
أرئيس الزمان أغفلت أمري |
|
وتلذّذت تاركا لي بأسر؟ |
ما كذا يعمل الكرام ولكن |
|
قد جرى على المعوّد دهري |
فاجتهد في فدائه ، ولم يمرّ شهر إلّا وقد تخلص من أسره ، واستقرّ لديه ، فكان طليق آل سعيد ، وفيهم يقول (٣) :
وجدنا سعيدا منجبا خير عصبة |
|
هم في بني أعصارهم (٤) كالمواسم |
مشنّفة أسماعهم بمدائح (٥) |
|
مسوّرة أيمانهم بالصّوارم |
فكم لهم في الحرب من فضل ناثر! |
|
وكم لهم في السّلم من فضل ناظم |
تواليفه : وتواليف الحجاري بديعة ، منها «الحديقة» في البديع ، وهو كتاب مشهور ، ومنها «المسهب في غرائب المغرب» ، وافتتح خطبته بقوله : «الحمد لله الذي جعل العباد ، من البلاد بمنزلة الأرواح من الأجساد ، والأسياف من الأغماد». وهو في ستة مجلدات.
__________________
(١) في الأصل : «وكان».
(٢) بسقاية : بالإسبانيةVizcaya ، وهي إحدى ولايات مملكة نبرة.
(٣) الأبيات في المغرب (ج ٢ ص ٣٦).
(٤) في المغرب : «أزمانهم».
(٥) في المغرب : «بفضائل».