الشوق ، الذي شبّ عمره عن الطّوق ، والوجد الذي أصبح واري الزّند. فأقسم بباري النّسم ، وواهب الحظوظ والقسم ، لو أعطيت للنّفس مقادتها ، وسوّغتها إرادتها ، ما قنعت بنيابة القرطاس والمداد ، عن مباشرة الأرواح والأجساد ، وإن أعرضت عقبة للشّعير ورأس المزاد ، وشمخ بأنفه وزاد ، وما بين ذلك من علم باذخ ، وطود شامخ ، قد أذكرت العقاب عقابه ، وصافحت النجوم هضابه ، قد طمح بطرفه ، وشمخ بأنفه ، وسال الوقار على عطفه : [الكامل]
ملكت عنان الرّيح راحته |
|
فجيادها من تحته تجري |
وأما الحمل الهائج ، والبحر المتمايج ، والطّلل المائل ، والذّنب الشّائل ، فمساجلة مولاي في ذلك المجال ، من المحال ، إذ العبد قصاراه ألفاظ مركّبة ، غير مرتّبة : [الخفيف]
هو جهد المقلّ وافاك منّي |
|
إنّ جهد المقلّ غير قليل |
وأقرأ على مولاي ، أبقاه الله ، سلاما عميما ، تنسّم روضه نسيما ، ورفّ نظره وعبق شميما ، والأوفر الأذكى منه عليه معادا ، ما سحّ السّحاب إرعادا ، وأبرق الغمام رعدا والحسام أبعادا ، ورحمة الله وبركاته. من عبده الشّبق لوجهه ، عبد الله بن الخطيب ، في الخامس عشر لجمادى الأولى عام تسعة وستين وسبعمائة.
مولده : بحضرة غرناطة ، يوم السبت سابع عشر صفر عام ثلاثة وأربعين وسبعمائة.
عبد الله بن محمد بن سارة البكري (١)
شنتريني (٢) ، سكن ألمرية وغرناطة ، وتردّد مادحا ومنتجعا شرقا ومغربا ، ويضرب في كثير من البلاد.
__________________
(١) ترجمة ابن سارة أو ابن صارة في وفيات الأعيان (ج ٣ ص ٧٦) وبغية الملتمس (ص ٣٣٨) وزاد المسافر (ص ٦٦) وقلائد العقيان (ص ٢٥٨) والتكملة (ج ٢ ص ٢٥١) والمطرب (ص ٧٨ ، ١٣٨) والمغرب (ج ١ ص ٤١٩) والذخيرة (ق ٢ ص ٨٣٤) ومسالك الأبصار (ج ١١ ، الورقة ٣٨٣) وشذرات الذهب (ج ٤ ص ٥٥) ومعجم السفر للسلفي (ص ٢٠٥) وخريدة القصر ـ قسم المغرب (ج ٢ ص ٢٥٦) والفلاكة والمفلوكون (ص ٩٠) ورايات المبرزين (ص ١٠٦) وبغية الوعاة (ص ٢٨٨) ونفح الطيب (ج ٢ ص ٤٣) و (ج ٤ ص ٢٨٤) وصفحات أخرى متفرقة.
(٢) نسبة إلى مدينة شنترين البرتغاليةsantaren ، وهي بلدة في غرب جزيرة الأندلس. وفيات الأعيان (ج ٣ ص ٧٩).