وبثّا صبّا بات هنالك واشرحا |
|
لهم من أحاديثي عريضا وطائلا |
رعى الله مثواكم على القرب والنّوى |
|
ولا زال هامي السّحب في الرّبع هاملا |
وهل لزمان باللّوى قد (١) سقى اللّوى |
|
مآرب فما ألقى مدى الدّهر حائلا؟ |
فحظّي بعيد الدّار منه بقربه |
|
ويورد فيه من مناه مناهلا |
لقد جار دهري أن (٢) نأى بمطالبي |
|
وظلّ بما أبقى (٣) من القرب ماطلا |
وحمّلني من صرفه ما يؤدني |
|
ومكّن منّي الخطوب شواغلا |
عتبت عليه فاغتدى لي عاتبا |
|
وقال : أصخ لي لا تكن لي (٤) عاذلا |
أتعتبني إذ (٥) قد أفدتك موقفا |
|
لدى أعظم الأملاك حلما ونائلا؟ |
مليك حباه الله بالخلق الرّضا |
|
وأعلى له في المكرمات المنازلا |
مليك علا فوق السّماك فطرفه |
|
غدا كهلال الأفق يبصرنا علا |
إذا ما دجا ليل الخطوب فبشره |
|
صباح وبدر لا يرى الدهر آفلا |
نماه من الأنصار غرّ أكابر |
|
لهم شيم ملء الفضاء فضائلا |
تلوا سور النّعماء في حزبهم كما |
|
جلوا صور الأيام غرّا جلائلا |
تسامت لهم في المعلوات مراتب |
|
يرى زحل دون المراتب زاحلا |
عصابة نصر الله طابت أواخرا |
|
كما قد زكت أصلا وطابت أوائلا |
لقد كان ربع المجد من قبل خاليا |
|
ومن آل نصر عاد يبصر آهلا |
إذا يوسف منهم تلوح يمينه |
|
تقول سحاب الجود والبأس هاطلا |
كتائبه في الفتح تكتب أسطرا |
|
تبين من الأنفال فيها المسائلا |
عوامله بالحذف تحكم في العدا |
|
كما حكموا في حذف جزم عواملا |
يبدّد جمع الكفر رعبا وهيبة |
|
كما بدّدت منه اليمين النّوافلا |
ومنها في وصفه الأسطول واللقاء :
ولمّا استقامت بالزّقاق أساطي |
|
ل ثم (٦) استقلّت للسّعود محافلا |
رآها عدوّ الله فانفضّ جمعه |
|
وأبصر أمواج البحار أساطلا |
ومن دهش ظنّ السّواحل أبحرا |
|
ومن رعب خال البحار سواحلا |
__________________
(١) كلمة «قد» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها ليستقيم الوزن.
(٢) في النفح : «إذ».
(٣) في النفح : «أبغي».
(٤) في النفح : «قطّ».
(٥) في النفح : «أن».
(٦) في الأصل : «واستقلّت» ، وكذا ينكسر الوزن.