حاله : كان أبيض ، أشهل ، حسن الوجه ، عظيم الجسم ، قصير الساقين. أول من تسمّى أمير المؤمنين ، ولي الخلافة فعلا جدّه ، وبعد صيته ، وتوطّأ ملكه ، وكأن خلافته كانت شمسا نافية للظلمات ، فبايعه أجداده وأعمامه وأهل بيته ، على حداثة السّن ، وجدة العمر ، فجدّد الخلافة ، وأحيا الدعوة ، وزيّن الملك ، ووطّد الدولة ، وأجرى الله له من السّعد ما يعظم عنه الوصف ويجلّ عن الذكر ، وهيّأ له استنزال الثوار والمنافقين واجتثاث جراثيمهم.
بنوه : أحد عشر (١) ، منهم الحكم الخليفة بعده ، والمنذر ، وعبد الله ، وعبد الجبار.
حجّابه : بدر مولاه ، وموسى بن حدير.
قضاته (٢) : جملة ، منهم : أسلم بن عبد العزيز ، وأحمد بن بقيّ ، ومنذر بن سعيد البلوطي.
نقش خاتمه : «عبد الرحمن بقضاء الله راض».
أمّه : أمّ ولد تسمى مزنة. وبويع له في ربيع الأول من سنة تسع وتسعين ومائتين (٣).
دخوله إلبيرة : قال المؤرخ (٤) : أول غزوة غزاها بعد أن استحجب بدرا مولاه ، وخرج إليها يوم الخميس رابع (٥) عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ثلاثمائة ، مفوّضا إليه ، ومستدعيا نصره ، واستئلاف الشّاردين ، وتأمين الخائفين ، إلى ناحية كورة جيّان ، وحصن المنتلون ، فاستنزل منه سعيد بن هذيل ، وأناب إليه من كان نافرا عن الطاعة ، مثل ابن اللّبّانة ، وابن مسرّة ، ودحون الأعمى. وانصرف إلى قرطبة ، وقد تجوّل ، وأنزل كلّ من بحصن من حصون كورة جيان ، وبسطة ، وناجرة ، وإلبيرة ، وبجّانة ،
__________________
ـ ص ٢٨) والحلة السيراء (ج ١ ص ١٩٧) وأخبار مجموعة (ص ١٣٥) وجذوة المقتبس (ص ١٢) وبغية الملتمس (ص ١٧) والمعجب (ص ٥٤) ووفيات الأعيان (ج ٤ ص ٤٧٩) وجمهرة أنساب العرب (ص ١٠٠) وكتاب العبر (م ٤ ص ٢٩٨) والمغرب (ج ١ ص ١٨١) والبيان المغرب (ج ٢ ص ١٥٦) ورسائل ابن حزم (ج ٢ ص ١٩٣) وجمهرة أنساب العرب (ص ١٠٠) وأزهار الرياض (ج ٢ ص ٢٥٧) وصفحات متفرقة من نفح الطيب.
(١) أي أحد عشر ذكرا ، كما جاء في الجمهرة.
(٢) قارن بالبيان المغرب (ج ٢ ص ١٥٦).
(٣) الصواب مستهل ربيع الأول سنة ثلاثمائة ، كما جاء في مصادر ترجمته.
(٤) قارن بالبيان المغرب (ج ٢ ص ١٦٠ ـ ١٦١).
(٥) في البيان المغرب : «يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت ...».