وساعد السّعد فنال واقتنى |
|
ثم بنى الزّهرا فيما قد بنى |
حتى إذا ما كملت أيامه |
|
سبحان من لا ينقضي دوامه |
عبد الرحمن بن إبراهيم بن يحيى بن سعيد
ابن محمد اللخمي
من أهل رندة وأعيانها ، يكنى أبا القاسم ، ويعرف بابن الحكيم ، وجدّه يحيى ، هو المعروف بابن الحكيم ، وقد تقدم ذكر جملة من هذا البيت.
حاله : كان ، رحمه الله ، عين بلده المشار إليه ، كثير الانقباض والعزلة ، مجانبا لأهل الدنيا ، نشأ على طهارة وعفّة ، مرضي الحال ، معدودا في أهل النّزاهة والعدالة ، وأفرط في باب الصّدقة بما انقطع عنه أهل الإثراء من المتصدّقين ، ووقفوا دون شأوه. ومن شهير ما يروى من مناقبه في هذا الباب ، أنه أعتق بكل عضو من أعضائه رقبة ، وفي ذلك يقول بعض أدباء عصره :
أعتق بكل عضو منه رقبه |
|
واعتدّ ذلك ذخرا ليوم العقبه |
لا أجد منقبة مثل هذه المنقبه |
مشيخته : روى عن القاضي الجليل أبي الحسن بن قطرال ، وعن أبي محمد بن عبد الله بن عبد العظيم الزهري ، وأبي البركات بن مودود الفارسي ، وأبي الحسن الدّباج ، سمع من هؤلاء وأجازوا له. وأجاز له أبو أمية بن سعد السّعود بن عفير ، وأبو العباس بن مكنون الزاهد. قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير : وكان شيخنا القاضي العالم الجليل أبو الخطّاب بن خليل ، يطنب في الثناء عليه ، ووقفت على ما خاطبه به معربا عن ذلك.
شعره : منقولا من «طرفة العصر» من قصيدة يردّدها المؤذنون منها : [البسيط]
كم ذا أعلل بالتّسويف والأمل |
|
قلبا تغلّب بين الوجد والوجل |
وكم أجرّد أذيال الصّبا مرحا |
|
في مسرح اللهو وفي ملعب الغزل |
وكم أماطل نفسي بالمتاب ولا |
|
عزم فيوضح لي عن واضح السّبل |
ضللت والحقّ لا تخفى معالمه |
|
شتّان بين طريق الجدّ والهزل |
وفاته : يوم الاثنين التاسع والعشرين لجمادى الأولى عام ثلاثة وسبعين وستمائة.