أنت الذي خصّصتنا بوجودنا |
|
أنت الذي عرّفتنا معناه |
أنت الذي لو لم تلخ أنواره |
|
لم تعرف الأضداد والأشباه |
لم أفش ما أودعتنيه إنّه |
|
ما صان سرّ الحقّ من أفشاه |
عجز الأنام عن امتداحك إنه |
|
تتضاءل الأفكار دون مداه |
من كان يعلم أنك الحقّ الذي |
|
بهر العقول فحسبه وكفاه |
لم ينقطع أحد إليك محبّة |
|
إلّا وأصبح حامدا عقباه |
وهي طويلة .................................................................................................................... (١) من أهل غرناطة ، يكنى أبا ورد ، ويعرف بابن القصجة.
عديم رواء الحسّ ، قريب العهد بالنجعة ، فارق وطنه وعيصه ، واستقبل المغرب ... الوفادة ، وقدم على الأندلس في أخريات دولة الثاني (٢) من الملوك النصريين ، فمهد جانب البر له ، وقرب مجلسه ، ورعى وسيلته ، وكان على عمل بر من صوم واعتكاف وجهاد.
نباهته : ووقف بي ولده الشريف أبو زيد عبد الرحيم ، على رسالة كتب بها أمير مكة على عهده إلى سلطان الأندلس ثاني الملوك النصريين ، رحمهم الله ، وعبّر فيها عن نفسه : من عبد الله ، المؤيّد بالله ، محمد بن سعد الحرسني ، في غرض المواصلة والمودة والمراجعة عن بر صدر عن السلطان ، رحمه الله ، من فصولها : «ثم أنكم ، رضي الله عنكم ، بالغنم في الإحسان للسيد الشريف أبي القاسم الذي انتسب إلينا ، وأويتموه من أجلنا ، وأكرمتموه ، ورفعتموه احتراما لبيته الشريف ، جعل الله عملكم معه وسيلة بين يدي جدّنا عليه السلام». وهي طويلة وتحميدها ظريف ، من شنشنة أحوال تلك البال بمكة المباركة.
وفاته : توفي شهيدا في الوقيعة بين المسلمين والنصارى بظاهر ألمرية عندما وقع الصريخ لإنجادها ، ورفع العدو البرجلوني عنها في السادس والعشرين من شهر ربيع الأول عام عشرة وسبعمائة.
__________________
(١) مكان البياض عنوان المترجم له ، واسمه ، كما سيأتي ، محمد بن سعد الحرسني.
(٢) ثاني سلاطين بني نصر هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف بن نصر ، وقد حكم غرناطة من سنة ٦٧١ ه إلى سنة ٧٠١ ه. اللمحة البدرية (ص ٥٠).