ينجلي حالي عن بلج ، وأتنسّم من مهبّات القبول طيب الأرج ، وتتطلع مستبشرات فرحتي من ثنيّات الفرج ، فإنّ سيّد الجماعة الأعلى ، وملاذ هذه البسيطة وفحلها الأجلى ، فسح الله تعالى في ميدان هذا الوجود بوجوده ، وأضفى على هذا القطر ملابس السّتر برأيه السديد وسعوده ، وبلّغه في جميعكم غاية أمله ومقصوده ، قلّما تضيع عنده شفاعة الأكبر من ولده ، أو يخيب لديه من توسّل إليه بأزكى قطع كبده ، وبحقك ألا ما أمرت هذه الرّقعة ، بالمثول بين يدي ذلك الزّكي الذّات الطاهر البقعة ، وقل لها قبل الحلول بين يدي هذا المولى الكريم ، والموئل الرحيم ، بعظيم التوقير والتّبجيل ، واعلمي يا أيتها السائل ، أن هذا الرجل هو المؤمّل ، بعد الله تعالى في هذا الجيل ، والحجّة البالغة في تبليغ راجيه أقصى ما يؤملونه بالتعجيل ، وخاتمة كلام البلاغة وتمام الفصاحة الموقف عليه ذلك كله بالتّسجيل ، وغرّة صفح دين الإسلام المؤيدة بالتّحجيل. وهذا هو مدبّر فلك الخلافة العالية بإيالته ، وحافظ بدر سمائها السامية بهالته ، فقرّي بالمثول بين يديه عينا ، ولقد قضيت على الأيام بذلك دينا ، وإذا قيل ما وسيلة مؤمّلك ، وحاجة متوسّلك ، فوسيلته تشيّعه في أهل ذلك المعنى ، وحاجته يتكفّل بها مجدكم الصميم ويعنى ، وليست تكون بحرمة جاهكم من العرض الأدنى ، وتمنّ فإنّ للإنسان هنالك ما تمنّى ، وتولّى تكليف مرسلي بحسب ما وسعكم ، وأنتم الأعلون والله معكم. ثم اثن العنان ، والله المستعان ، وأعيدي السلام ، ثم عودي بسلام.
وخاطب قاضي الحضرة ، وقد أنكر عليه لباس ثوب أصفر :
أبقى الله المثابة العليّة ومثلها أعلى ، وقدحها في المعلوّات المعلّى ، ما لها أمرت لا زالت بركاتها تنثال ، ولأمر ما يجب الامتثال ، بتغيير ثوبي الفاقع اللون ، وإحالته عن معتاده في الكون ، وإلحاقه بالأسود الجون أصبغه حدادا وأيام سيدي أيام سرور ، وبنو الزمان بعدله ضاحك ومسرور ، ما هكذا شيمة البرور ، بل لو استطعنا أن نزهو له كالميلاد ، ونتزيّا في أيامه بزيّ الأعياد ، ونرفل من المشروع في محبر وموروس ، ونتجلّى في حلل العروس ، حتى تقرّ عين سيدي بكتيبة دفاعه ، وقيمة نوافله وإشفاعه ، ففي علم سيدي الذي به الاهتداء ، وبفضله الاقتداء ، تفضيل الأصفر الفاقع ، حيثما وقع من المواقع ، فهو مهما حضر نزهة الحاضرين ، وكفاه فاقع لونها تسرّ الناظرين. ولقد اعتمّه جبريل عليه السلام ، وبه تطرّز المحبرات والأعلام ، وإنه لزيّ الظّرفاء ، وشارة أهل الرّفاء ، اللهمّ إلا إن كان سيدي دام له البقاء ، وساعده الارتقاء ، ينهي أهل التّبريز ، عن مقاربة لون الذهب الإبريز ، خيفة أن تميل له منهم ضريبة ، فيزنّوا بريبة ، فنعم إذا ونعمى عين ، وسمعا وطاعة لهذا الأمر الهيّن اللّين ، أتبعك لا زيدا وعمرا ،