إذا عجزوا عن نفعهم في نفوسهم |
|
فتأميلهم بعض الظّنون الكواذب |
فيا محسنا فيما مضى أنت قادر |
|
على اللّطف في حالي وحسن العواقب |
وإنّي لأرجو منك ما أنت أهله |
|
وإن كنت حطّا في كثير المعايب |
فصلّ على المختار من آل هاشم |
|
إمام الورى عند اشتداد النوائب |
وقال في مدّعي قراءة الخطّ دون نظر : [الطويل]
وأدور ميّاس العواطف أصبحت |
|
محاسنه في الناس كالنّوع في الجنس |
يدير على القرطاس أنمل كفّه |
|
فيدرك أخفى الخطّ في أيسر اللّمس |
فقال فريق : سحر بابل عنده |
|
وقال فريق : ليس هذا من الإنس |
فقلت لهم لم تفهموا سرّ دركه |
|
على أنه للعقل أجلى من الشمس |
ستكفه حبّ القلوب فأصبحت |
|
مداركها أجفان أنمله الخمس |
وفاته : استقدمه المأمون (١) على حال وحشة ، كانت بينه وبينه ، فورد ورود الرّضا على مرّاكش في شعبان سنة سبع وعشرين وستمائة. وتوفي في ذي قعدة بعده (٢) ، ودفن بجبانة الشيوخ مع أخيه عبد الله وقرنائهما ، رحم الله جميعهم.
انتهى السفر التاسع بحمد الله
* * *
ومن السفر العاشر العمال الأثرا في هذا الحرف
عبد الرحمن بن أسباط
الكاتب المنجب ، كاتب أمير المسلمين ، يوسف بن تاشفين.
حاله : لحق به بالعدوة ، فاتّصل بخدمته ، وأغراه بالأندلس ، إذ ألقى إليه أمورها على صورتها ، حتى كان ما فرغ الله ، عزّ وجلّ ، من استيلائه على ممالكها ، وخلعه لرؤسائها. وكان عبد الرحمن ، قبل اتصاله به ، مقدورا عليه في رزقه ، يتحرّف بالنّسخ ، ولم يكن حسن الخطّ ، ولا معرّب اللفظ ، إلى أن تسيّر للكتابة في باب
__________________
(١) هو أبو العلاء إدريس بن المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الموحدي ، وقد حكم المغرب والأندلس من سنة ٦٢٤ ه إلى سنة ٦٢٩ ه. البيان المغرب ـ قسم الموحدين (ص ٢٧٤).
(٢) في نفح الطيب (ج ٦ ص ٢٢٥): «وتوفي بمراكش سنة ٦٣٧». وجاء في بغية الوعاة (ص ٣٠٤) ونفح الطيب (ج ٦ ص ٢٢٥) أنه ولد بعد الخمسين وخمسمائة.