وأعدده ما امتدّت حياتك غائبا |
|
أو عاتبا إن لم تزر زرناه |
أو نائما غلبت عليه رقدة |
|
لمسهد لم تغتمض عيناه |
أو كوكبا سرت الرّكاب بنوره |
|
فمضى وبلّغنا المحلّ سناه |
فمتى تبعد والنفوس تزوره |
|
ومتى تغيب والقلوب تراه |
يا واحدا عدل الجميع وأصلحت |
|
دنيا الجميع ودينهم دنياه |
طالت أذاتك بالحياء كرامة |
|
والله يكرم عبده بأذاه |
لشهادة التّوحيد بين لسانه |
|
وجنانه نور يرى مسراه |
وبوجهه (١) سيما أغرّ محجّل |
|
مهما بدا لم تلتبس سيماه |
وكأنما هو في الحياة سكينة |
|
لو لا اهتزاز في النّدى يغشاه |
وكأنّه لحظ العفاة توجّعا |
|
فتلازمت فوق الفؤاد يداه |
أبدى رضى الرحمن عنك ثناؤهم |
|
إنّ الثّناء علامة لرضاه |
يا ذا الذي شغف القلوب به |
|
وذا لا ترتجيه وذاك لا تخشاه |
ما ذاك إلّا أنه فرع زكا |
|
وسع الجميع بظلّه وحناه |
فاليوم أودى كلّ من أحببته |
|
ونعى إلى النفس من ينعاه |
ما ذا يؤمل في دمشق مسهد |
|
قد كنت ناظره وكنت تراه؟ |
يعتاد قبرك للبكا أسفا بما |
|
قد كان أضحكه الذي أبكاه |
يا تربة حلّ الوزير ضريحها |
|
سقاك بل صلّى عليك الله |
وسرى إليك ومنك ذكر ساطع |
|
كالمسك عاطرة به الأفواه |
عبد الرحمن بن عبد الملك الينشتي (٢)
يكنى أبا بكر ، أصله من مدينة باغة (٣) ، ونشأ بلوشة ، وهو محسوب من الغرناطيين.
حاله : كان شيخا يبدو على مخيّلته النّبل والدّهاء ، مع قصور أدواته. ينتحل النّظم والنثر في أراجيز يتوصّل بها إلى غرضه من التصرّف في العمل.
__________________
(١) في الأصل : «ويوجهه» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٢) ترجمة الينشتي في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٤٦).
(٣) باغة : بالإسبانيةpriego ، وهي مدينة بالأندلس من كورة إلبيرة ، في قبلي قرطبة ، ولمائها خاصية عجيبة. معجم البلدان (ج ١ ص ٣٢٦) والروض المعطار (ص ٧٨).