وجرى ذكره «في التّاج المحلّى» وغيره بما نصه (١) : قارض (٢) هاج ، مداهن مداج ، أخبث من نظر من طرف خفي ، وأغدر من تلبّس بشعار وفي ، إلى مكيدة مبثوتة الحبائل ، وإغراء يقطع بين الشعوب والقبائل ، من شيوخ طريقة العمل ، المتقلّبين من أحوالها بين الصّحو والثّمل ، المتعلّلين برسومها حين اختلط المرعيّ والهمل (٣). وهو ناظم أرجاز ، ومستعمل حقيقة ومجاز. نظم مختصر السّيرة ، في الألفاظ اليسيرة ، ونظم رجزا في الزّجر والفال ، نبّه به تلك الطريقة بعد الإغفال. فمن نظمه ما خاطبني به مستدعيا إلى إعذار ولده (٤) : [البسيط]
أريد من سيدي الأعلى تكلّفه |
|
على (٥) الوصول إلى داري صباح غد |
يزيدني شرفا منه ويبصر لي |
|
صناعة القاطع الحجّام في ولدي |
فأجبته : [البسيط]
يا سيدي الأوحد الأسمى ومعتمدي |
|
وذا الوسيلة من أهل ومن بلد (٦) |
دعوت في يوم الاثنين الصّحاب ضحى |
|
وفيه ما ليس في بيت (٧) ولا أحد |
يوم السّلام على المولى وخدمته |
|
فاصفح وإن عثرت رجلي فخذ بيدي |
والعذر أوضح من نار على علم |
|
فعدّ إن غبت عن لوم وعن فند (٨) |
بقيت في ظلّ عيش لا نفاد له |
|
مصاحبا غير محصور إلى أمد |
ومنه أيضا : [الكامل]
قل لابن سيّد والديه : لقد علا |
|
وتجاوز المقدار فيما يفخر |
ما ساد والده فيحمد أمره |
|
إلّا صغير العنز حتى يكبر |
وصدرت عنه مقطوعات في غير هذا المعنى ، ممّا عذب به المجنى ، منها قوله (٩) : [الكامل]
إنّ الولاية رفعة لكنها |
|
أبدا إذا حقّقتها تتنقّل (١٠) |
__________________
(١) النص في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٤٧).
(٢) في النفح : «مادح».
(٣) في المصدر نفسه : «بالهمل». والمرعيّ الذي له راع يحفظه. والهمل : الذي ترك مهملا لا راعي له. لسان العرب (رعى) و (همل).
(٤) البيتان وجوابهما في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٤٦).
(٥) في النفح : «إلى».
(٦) في النفح : «من أهلي ومن بلدي».
(٧) في المصدر نفسه : «سبت».
(٨) الفند ، بالفتح : تخطئة الرأي. لسان العرب (فند).
(٩) البيتان في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٤٧).
(١٠) في الأصل : «تنتقل» ، وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.