أناوح فيه الورق فوق غصونها |
|
فكم أورق منهنّ قد باب معجما |
وما لي إلّا الفرقدين (١) مصاحب |
|
ويا بعد حالي في الصّبابة منهما |
أبيت شتيت الشّمل والشّمل فيهما |
|
جميع كما أبصرت عقدا منظّما |
فيا قاصدا تدمير ، عرّج مصافحا |
|
نسائلك (٢) رسما بالعقيق ومعلما |
وأعلم بأبواب السلام صبابتي |
|
كما كان عرف المسك بالمسك علّما |
وإن طفت في تلك الأجارع لا تضع |
|
بحقّ هواها إن (٣) تلمّ مسلّما |
وما ضرّها لو جاذبت ظبية النّقا |
|
فضول رداء قد تغشّته معلما |
فيثني قضيبا أثمر البدر مائسا |
|
بحقف مسيل لفّه السّيل مظلما |
وما كنت إلّا البدر وافى غمامة |
|
فما لاح حتى غاب فيها مغيّما |
وما ذاك من هجر ولكن لشقوة |
|
أبت أن يكون الوصل منها متمّما |
فيا ليتني أصبحت في الشّعر لفظة |
|
تردّدني مهما أردت تفهّما |
ولله ما أذكى نسيمك نفحة |
|
أأنت أعرت الرّوض (٤) طيبا تنسّما؟ |
ولله ما أشفى لقاءك (٥) للجوى |
|
كأنّك قد أصبحت عيسى ابن مريما |
وما الرّاح بالماء القراح مشوبة |
|
بأطيب من ذكراك إن خامرت فما |
فما لي وللأيام قد كان شملنا |
|
جميعا فأضحى في يديها مقسّما |
ولمّا (٦) جنيت الطّيب من شهد وصلها |
|
جنيت من التّبديد للوصل علقما |
وقد ذقت طعم البين حتى كأنني |
|
لألفة من أهواه ما ذقت مطعما |
فمن لفؤاد شطره حازه الهوى |
|
وشطر لإحراز الثّواب مسلّما |
ويا ليت أنّ الدّار حان مزارها |
|
فلو صحّ قرب الدار أدركت مغنما |
ولو صحّ قرب الدار لي لجعلته |
|
إلى مرتقى السّلوان والصّبر سلّما |
فقد طال ما ناديت سرّا وجهرة |
|
عسى وطن يدنو بهم ولعلّما؟ |
__________________
(١) في الأصل : «للفرقدين» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٢) في الأصل : «نسألك» وكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «إن لم تلمّ» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى ، لذا حذفنا كلمة «لم».
(٤) في الأصل : «للروض» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٥) في الأصل : «لقاك» وكذا ينكسر الوزن.
(٦) في الأصل : «وما» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.