فعد إلى توبة نصوح |
|
وارج إلها بنا رحيما |
قد سبق الوعد منه حتى |
|
أطمع ذا الشّقوة النّعيما |
مولده : في سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وفاته : عصر يوم الأحد الرابع من جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة (١). وشهد دفنه بباب إلبيرة الجمّ الغفير ، وازدحم الناس على نعشه حتى حملوه على أكفّهم ومزّقوه. وأمر أن يكتب على قبره : [الطويل]
عليك سلام الله يا من يسلّم |
|
ورحمته ما زرتني تترحّم |
أتحسبني وحدي نقلت إلى هنا؟ |
|
ستلحق بي عمّا قريب فتعلم |
ألا قل (٢) لمن يمسي لدنياه مؤثرا |
|
ويهمل أخراه ستشقى وتندم |
فلا تفرحن إلّا بتقديم طاعة |
|
فذاك الذي ينجي غدا ويسلّم |
ومن غير الأصلبين
عبد الحكيم بن الحسين بن عبد الملك بن يحيى
ابن باسيو بن تادررت التّنمالي اليدرازتيني ثم الواغديني
أصله من تينملّل (٣) ، من نظر مرّاكش ، وانتقل جدّه عبد الملك مع الخليفة عبد المؤمن بن علي إلى إقليم بجاية. ونشأ عبد الملك ببجاية ، وانتقل إلى تونس في حدود خمسة وثمانين. وورد أبو محمد الأندلس في حدود سبعمائة.
حاله : من تعريف شيخنا أبي البركات : كان من أهل المعرفة بالفقه وأصوله على طريقة المتأخرين. وكان مع ذلك ، رجلا كريم النفس ، صادق اللهجة ، سليم الصدر ، منصفا في المذاكرة. قلت : يجمع هذا الرجل إلى ما وصفه به ، الأصالة ببلده إفريقية. وثبتّ اسمه في «عائد الصلة» بما نصّه : الشيخ الأستاذ القاضي ، يكنى أبا محمد. كان ، رحمه الله ، من أهل العلم بالفقه ، والقيام على الأصلين ، صحيح
__________________
(١) كذا جاء في التكملة (ص ١٢٨) والمقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٣٤) والذيل والتكملة (ج ٥ ص ٦٣). وفي بغية الوعاة (ص ٣١٥) والديباج المذهب (ص ٢١٨) : توفي سنة ٥٩٩ ه.
(٢) في الأصول : «فيا» بدل : «ألا قل» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٣) تين ملّل أو تينملّل ، بميم مفتوحة واللام الأولى مشدّدة مفتوحة : جبال بالمغرب ، كان بها سرير ملك بني عبد المؤمن. معجم البلدان (ج ٢ ص ٦٩).