ومن الطارئين عليها
عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السّداد الأموي المالقي ،
الشهير بالباهلي (١)
حاله : كان ، رحمه الله ، بعيد المدى ، منقطع القرين في الدّين المتين والصلاح ، وسكون النفس ، ولين الجانب ، والتواضع ، وحسن الخلق ، إلى وسامة الصّورة ، وملاحة الشّيبة ، وطيب القراءة ، مولى النّعمة على الطّلبة من أهل بلده ، أستاذا حافلا ، متفنّنا ، مضطلعا ، إماما في القراءات ، حائزا خصل السباق إتقانا ، وأداء ، ومعرفة ، ورواية ، وتحقيقا ، ماهرا في صناعة النحو ، فقيها ، أصوليّا ، حسن التعليم ، مستمرّ القراءة ، فسيح التّحليق ، نافعا ، متحبّبا ، مقسوم الأزمنة على العلم وأهله ، كثير الخضوع والخشوع ، قريب الدّمعة. أقرأ عمره ، وخطب بالمسجد الأعظم من مالقة ، وأخذ عنه الكثير من أهل الأندلس.
مشيخته : قرأ على الأستاذ الإمام أبي جعفر بن الزبير ، وكان من مفاخره ، وعلى القاضي أبي علي بن أبي الأحوص ، وعلى المقرئ الضّرير أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن سالم بن خلف السّهيلي ، والرّاوية أبي الحجاج ابن أبي ريحانة المربليّ. وكتب له بالإجازة العامة الرّاوية أبو الوليد العطار ، والإمام أبو عبد الله بن سمعون الطائي. وسمع على الراوية أبي عمر عبد الرحمن بن حوط الله الأنصاري. وقرأ على القاضي أبي القاسم ، قاسم بن أحمد بن حسن الحجري ، الشهير بالسّكوت المالقي ، وأخذ عن الشيخ الصالح أبي جعفر أحمد بن يوسف الهاشمي الطّنجالي ، وغيرهم ممن يطول ذكرهم. ويحمل عن خاله ولي الله أبي محمد عبد العظيم ابن ولي الله محمد بن أبي الحجاج ابن الشيخ ، رحمه الله.
تواليفه : شرح التّيسير في القراءات. وله تواليف غيره في القرآن والفقه.
شعره : حدّث الشيخ الفقيه القاضي أبو الحجاج المنتشافري ، قال : رأيت في النّوم أبا محمد الباهلي أيام قراءتي عليه بمالقة في المسجد الجامع بها ، وهو قائم يذكّر الناس ويعظهم ، فعقلت من قوله : أتحسبونني غنيّا فقيرا ، أنا فقير ، أنا.
__________________
(١) ورد ذكر عبد الواحد بن محمد الباهلي في نفح الطيب (ج ٧ ص ٣٦١) و (ج ١٠ ص ٢٦١) ، وتقدم ذكره في الجزء الثاني من الإحاطة.