فاستيقظت وقصصتها عليه ، فاستغفر الله ، وقال : يا بنيّ ، حقا ما رأيت. ثم رفع إلى ثاني يوم تعريفه رقعة فيها مكتوب : [المتقارب]
لئن ظنّ قوم من أهل الدّنا |
|
بأنّ لهم قوّة أو غنا |
لقد غلطوا جمع (١) مالهم |
|
فتاهوا عقولا ، عموا (٢) أعينا |
فلا تحسبوني أرى رأيهم |
|
فإنّي ضعيف فقير أنا |
وليس افتقاري وفقري معا |
|
إلى الخلق ما (٣) عند خلق غنى |
ولكن إلى خالقي وحده |
|
وفي ذاك عزّ ونيل المنى |
فمن ذلّ للحقّ يرقى العلا |
|
ومن ذلّ للخلق يلق العنا |
وفاته : ببلده مالقة ، رضي الله عنه ، ونفع به ، في خامس ذي القعدة من عام خمسة وسبعمائة. وكان الحفل في جنازته عظيما ، وحفّ الناس بنعشه ، وحمله الطّلبة وأهل العلم على رؤوسهم. سكن غرناطة وأقرأ بها.
ومن الكتّاب والشعراء في هذا الحرف
عبد الحق بن محمد بن عطية بن يحيى بن عبد الله بن طلحة
ابن أحمد بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية المحاربي (٤)
صاحبنا الكاتب للدولة الغادرة.
حاله : كان (٥) هذا الرجل في حال الدّعة التي استصحبها ، وقبل أن تبعته أيدي الفضول ، بعفاف وطهارة ، إلى خصل خطّ ، نشط البنان ، جلد على العمل. ونظمه وسط ، ونثره جمهوري عامي ، مبين عن الأغراض. وولّي ببلده الخطابة والقضاء ... (٦) في الحداثة. ثم انتقل إلى غرناطة ، فجأجأت (٧) به الكتابة السلطانية
__________________
(١) في الأصل : «لقد غلطوا ويحهم بجمع ...» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «وعموا» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «فما» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٤) ترجمة عبد الحق بن محمد بن عطية في الكتيبة الكامنة (ص ٢٦٩). وترجم له المقري في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٣٧) وعدّه من تلاميذ لسان الدين ابن الخطيب ولكن تحت عنوان : «القاضي الكاتب أبو محمد عطية بن يحيى بن عبد الله بن طلحة بن أحمد بن عبد الرحمن بن غالب بن عطية المحاربي».
(٥) قارن بنفح الطيب (ج ١٠ ص ١٣٧ ـ ١٣٨).
(٦) بياض في الأصول. وفي النفح : «وولّي الخطابة بالمسجد الأعظم والقضاء سنتين ببلده في حداثة السّنّ».
(٧) جأجأت به الكتابة : دعته.