مشيخته : أخذ عن طائفة من أهل العلم ، منهم الشّيخان الرّحلتان ؛ أبو عبد الله بن الكمّاد ، وأبو جعفر بن الزيات ، عظيما بلده ، والخطيب ولي الله أبو عبد الله الطّنجالي ، والقاضي أبو عبد الله بن بكر. وروى عن الشيخ الوزير أبي عبد الله بن ربيع ، وابنه الرّاوية أبي عامر ، والخطيب الصالح أبي إسحاق بن أبي العاصي. وروى عن الشيخ الرّاوية الرّحّال أبي عبد الله بن عامر الوادي آشي وغيرهم ، ودخل غرناطة.
مولده : ولد ببلّش عام ثمانية وثمانين وستمائة.
وفاته : توفي ببلّش عاشر شهر شعبان من عام أربعة وثلاثين وسبعمائة.
محمد بن أحمد بن محمد بن علي الغسّاني
من أهل مالقة ، يكنى أبا الحكم ، ويعرف بابن حفيد الأمين.
حاله : من «العائد» : كان هذا الشيخ من أهل العلم والدّين المتين ، والجري على سنن الفقهاء المتقدّمين ، عقد الشروط بمالقة مدة طويلة في العدول المبرّزين ، وجلس للتّحليق في المسجد الأعظم من مالقة ، بعد فقد أخيه أبي القاسم ، وخطب بمسجد مالقة الأعظم. ثم أخّر عن الخطبة لمشاحنة وقعت بينه وبين بعض الولاة ، أثمرت في إحنته. ولم يزل على ما كان عليه من الاجتهاد في العبادة ، والتقييد للعلم ، والاشتغال به ، والعناية بأهله ، إلى أن توفي على خير عمل.
مشيخته : قرأ على الأستاذ الخطيب أبي محمد الباهلي ، وروى عن جلّة من الشيوخ مثل صهره الخطيب الولي أبي عبد الله الطّنجالي (١) ، وشاركه في أكثر شيوخه ، والأديب الحاج الصالح أبي القاسم القبتوري (٢) وغيرهم.
مولده : ولد بمالقة عام ثلاثة وسبعين وستمائة.
وفاته : توفي بمالقة يوم الأربعاء الثامن عشر لذي حجة من عام تسعة وأربعين وسبعمائة. ودخل غرناطة غير ما مرّة مع الوفود من أهل بلده وفي أغراضه الخاصة.
__________________
(١) هو القاضي محمد بن أحمد بن يوسف الهاشمي الطنجالي ، وترجمته في تاريخ قضاة الأندلس (ص ١٩٣) ونفح الطيب (ج ٧ ص ٣٦٤).
(٢) نسبة إلى قبتور ، وهي قرية من قرى إشبيلية. الروض المعطار (ص ٤٥٤).