وفاته : توفي بمالقة ، ووصّى قبل موته بوصايا من ماله ، في صدقات وأشباهها ، وحبس داره وطائفة من كتبه على الجامع الكبير بمالقة.
محمد بن محمد البدوي (١)
الخطيب بالرّبض من بلّش (٢) ، يكنى أبا عبد الله.
حاله : من «العائد» (٣) : كان ، رحمه الله ، حسن التّلاوة لكتاب الله ، ذا قدم في الفقه ، له معرفة بالأصلين ، شاعرا مجيدا ، بصيرا ، بليغا في خطبته ، حسن الوعظ ، سريع الدّمعة. حجّ ولقي جلّة. وأقرأ ببلّش زمانا ، وانتفع به ، ولقي شدايد أصلها الحسد.
مشيخته : قرأ العلم على الشّيخين المقرئين ، الحجّتين ، أبي جعفر بن الزّيّات ، وأبي عبد الله بن الكمّاد ، وقرأ العربية والأصلين على الأستاذ أبي عمرو بن منظور ، ولازمه وانتفع به ، وقرأ الفقه على الشيخ القاضي أبي عبد الله بن عبد السّلام بمدينة تونس.
شعره : من شعره قوله في غرض النسيب (٤) : [السريع]
خال على خدّك (٥) أم عنبر؟ |
|
ولؤلؤ ثغرك أم جوهر؟ |
أوريت نار الوجد طيّ الحشا |
|
فصارت النّار به (٦) تسعر |
لو جدت لي منك برشف اللّما |
|
لقلت : خمر عسل (٧) سكّر |
دعني في الحبّ أذب حسرة |
|
سفك دم العاشق لا ينكر |
__________________
ـ بمعنى : يتّهم به. لسان العرب (ذنن).
(١) ترجمة محمد البدوي في الكتيبة الكامنة (ص ٥٥).
(٢) هي بلّش مالقةvelez malaga ، وقد ذكرها ياقوت مكتفيا بالقول : «بلّش ؛ بالفتح وتشديد اللام والشين معجمة ، بلد بالأندلس ، ينسب إليه يوسف بن جبارة البلّشي ...». معجم البلدان (ج ١ ص ٤٨٤).
(٣) هو كتاب «عائد الصلة» لابن الخطيب. وقد كتبه ابن الخطيب ليكون ذيلا لكتاب «صلة الصلة» لابن الزبير ، المتوفّى سنة ٧٠٨ ه.
(٤) الأبيات في الكتيبة الكامنة (ص ٥٥ ـ ٥٦).
(٥) في الكتيبة : «خدّيك».
(٦) في الكتيبة : «بها».
(٧) حرّكها المحقق بالكسر «عسل» ظنّا منه أنها مضاف إلى كلمة «خمر».