فقال أبو بكر بن ميمون المترجم به : [الكامل]
وكذاك (١) في أجفانه سبب الرّدى |
|
لكن (٢) أرى طيب الحياة هنالكا |
ومما استفاض من شعره قوله في زمن الصّبا ، عفا الله عنه : [الكامل]
لا تكترث بفراق أوطان الصبا |
|
فعسى تنال بغيرهنّ سعودا |
والدّرّ ينظم عند فقد بحاره |
|
بجميل أجياد الحسان عقودا |
ومن مشهور شعره : [الطويل]
توسّلت يا ربي بأني مؤمن |
|
وما قلت أني سامع ومطيع |
أيصلى بحرّ النار عاص موحّد |
|
وأنت كريم والرسول شفيع؟ |
وقال في مرضه : [مخلع البسيط]
أيرتجي العيش من عليه |
|
دلائل للرّدى جليّة؟ |
أوّلها مخبر بثان |
|
ذاك أمان وذا منيّه؟ |
وفاته : توفي بمراكش يوم الثلاثاء اثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة سبع وستين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة تاغزوت داخل مراكش ، وقد قارب السبعين سنة.
محمد بن عبد الله بن عبد العظيم بن أرقم النّميري (٣)
من أهل وادي آش ، يكنى أبا عامر.
حاله : كان (٤) أحد شيوخ بلده وطلبته (٥) ، مشاركا في فنون ، من فقه وأدب وعربية ، وهي أغلب الفنون عليه ، مطّرح (٦) السّمت ، مخشوشن الزّي ، قليل المبالاة بنفسه ، مختصرا في كافة شؤونه ، مليح الدّعابة ، شديد الحمل ، كثير التواضع ، وبيته معمور بالعلماء أولي الأصالة والتعيّن. تصدّر ببلده للفتيا والتدريس والإسماع.
__________________
(١) في الأصل : «وكذلك» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «ولكن» ، وكذا ينكسر الوزن ، لذا حذفنا حرف الواو.
(٣) ترجمة ابن عبد العظيم في الكتيبة الكامنة (ص ٩٩) وبغية الوعاة (ص ٥٨).
(٤) قارن ببغية الوعاة (ص ٥٨).
(٥) كلمة «وطلبته» ساقطة في بغية الوعاة.
(٦) في بغية الوعاة : «مطرحا مخشوشنا مليح الدعابة ...».