مشيخته : قرأ (١) على الأستاذ القاضي أبي (٢) خالد بن أرقم ، والأستاذ أبي العبّاس بن عبد النّور. وروى عن أبيه مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن الوزير العالم أبي عبد الله بن ربيع ، والقاضي أبي جعفر بن مسعدة ، والأستاذ أبي جعفر بن الزبير ، وولي الله الحسن بن فضيلة.
ورحل إلى العدوة ، فأخذ بسبته عن الأستاذ أبي بكر بن عبيدة (٣) ، والإمام الزاهد أبي عبد الله بن حريث ، وأبي عبد الله بن الخضار ، وأبي القاسم بن الشّاط ، وغيرهم.
شعره : وهو من الجزء المسمى ب «شعر من لا شعر له» والحمد لله. فمن ذلك قوله يمدح أبا زكريا العزفي بسبتة ، ويذكر ظفره بالأسطول من قصيدة أولها (٤) : [الكامل]
أمّا الوصال فإنّه كالعيد |
|
عذر المتيّم واضح في الغيد |
وفاته : توفي ببلده عام أربعين وسبعمائة. ودخل غرناطة راويا ومتعلما ، وغير ذلك.
محمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فرج
ابن الجدّ الفهري
الحافظ الجليل ، يكنى أبا بكر ، جليل إشبيلية ، وزعيم وقته في الحفظ. لبلي (٥) الأصل ، إشبيلي ، استدعاه السّيد أبو سعيد والي غرناطة ، فأقام بها عنده في جملة من الفضلاء مثله سنين. ذكر ذلك صاحب كتاب «ثورة المريدين» (٦).
حاله : كان في حفظ الفقه بحرا يغرف من محيط. يقال : إنه ما طالع شيئا من الكتب فنسيه ، إلى الجلالة والأصالة ، وبعد الصّيت ، واشتهار المحلّ. وكان مع هذا يتكلّم عند الملوك ، ويخطب بين يديها ، ويأتي بعجاب ، وفي كتاب «الإعلام» شيء من خبره ، قال ابن الزبير.
__________________
(١) قارن ببغية الوعاة (ص ٥٨).
(٢) في البغية : «ابن خالد أرقم».
(٣) في البغية : «بن عبيد».
(٤) البيت في الكتيبة الكامنة (ص ٩٩).
(٥) نسبة إلى لبلة ، niebla ، وهي مدينة قديمة في غرب الأندلس ، كان بها ثلاث عيون. الروض المعطار (ص ٥٠٧).
(٦) صاحب هذا الكتاب الذي لم يصلنا حتى اليوم هو ابن صاحب الصلاة ، صاحب كتاب «المن بالإمامة».