ومن منتخب شعره قوله : [الكامل]
انظر إلى ورد الرّياض كأنّه |
|
ديباج خدّ في بنان زبرجد |
قد فتّحته نضارة فبدا له |
|
في القلب رونق صفرة كالعسجد |
حكت الجوانب خدّ حبّ ناعم |
|
والقلب يحكي خدّ صبّ مكمد |
حدّث الفقيه العدل أبو جعفر أحمد بن مفضل المالقي ، قال : قال لي يوما الشيخ الأستاذ أبو بكر بن الفخّار : خرجت ذات يوم وأنا شاب من حلقة الأستاذ بشريش ، أعادها الله للإسلام ، في جملة من الطلبة ، وكان يقابل باب المسجد حانوت سرّاج ، وإذا فتى وسيم في الحانوت يرقم جلدا كان في يده ، فقالوا لي : لا تجاوز هذا الباب ، حتى تصنع لنا شعرا في هذا الفتى. فقلت : [الوافر]
وربّ معذّر للحبّ داع |
|
يروق بهاء منظره البهيج |
وشى في وجنتيه الحسن وشيا |
|
كوشي يديه في أدم السروج |
مولده : بحصن أركش بلده ، وكان لا يخبر به ، في ما بين الثلاثين والأربعين وستمائة.
وفاته : توفي بمالقة في عام ثلاثة وعشرين وسبعمائة ، وكانت جنازته بمالقة مشهورة.
محمد بن علي بن عمر بن يحيى بن العربي الغستاني
من أهل الحمّة (١) من عمل المريّة ، يكنى أبا عبد الله ، ويعرف بابن العربي ، وينتمي في بني أسود من أعيانها.
حاله : من «العائد» : كان ، رحمه الله ، من أهل العلم والدين والفضل ، طلق الوجه ، حسن السّير ، كثير الحياء ، كأنّك إذا كلّمته تخاطب البكر العذراء ، لا تلقاه إلّا مبتسما ، في حسن سمت ، وفضل هوى ، وجميل وقار ، كثير الخشوع ، وخصوصا عند الدخول في الصّلاة ، تلوح عليه بذلك ، عند تلاوته سيما الحضور ، وحلاوة الإقبال. وكان له تحقّق بضبط القراءات ، والقيام عليها ، وعناية بعلم العربية ، مع مشاركة في غير ذلك من الفنون السّنية ، والعلوم الدينية. انتصب للإقراء والتدريس
__________________
(١) الحمّة أو الحامة : بالإسبانيةalhama ، من مدن غرناطة ، وتقع غربيّ غرناطة إلى الجنوب من مدينة لوشة. استولى عليها الإسبان سنة ٨٨٧ ه ، أي قبل سقوط غرناطة بعشر سنين. راجع مملكة غرناطة في عهد بني زيزي البرير (ص ٦٠).