شعره : كتبت إليه أسأل منه ما أثبت في كتاب «التّاج» من شعره ، فكتب إليّ (١) : [البسيط]
أمّا الغرام فلم أخلل بمذهبه |
|
فلم حرمت فؤادي نيل مطلبه؟ |
يا معرضا عن فؤاد لم يزل كلفا |
|
بحبّه ذا حذار من تجنّبه |
قطعت عنه الذي عوّدته فغدا |
|
وحظّه من رضاه برق خلّبه (٢) |
أيام وصلك مبذول ، وبرّك بي |
|
مجدّد ، قد صفا لي عذب مشربه |
وسمع ودّك عن إفك العواذل في |
|
شغل وبدر الدّجى ناس لمغربه |
لا أنت (٣) تمنعني نيل الرّضا كرما |
|
ولا فؤادي بوان في تطلّبه |
لله عرفك ما أذكى تنسّمه |
|
لو كنت تمنحني استنشاق طيّبه |
أنت الحبيب الذي لم أتّخذ بدلا |
|
منه وحاش لقلبي من تقلّبه |
يا ابن الخطيب الذي قد فقت كلّ سنا |
|
أزال عن ناظري إظلام غيهبه |
محمد الحسن في خلق وفي خلق |
|
أكملت (٤) باسمك معنى الحسن فازه به |
نأيت (٥) أو غبت ما لي عن هواك غنى |
|
لا ينقص البدر حسنا في تغيّبه |
سيّان حال التّداني والبعاد ، وهل |
|
لمبصر البدر نيل في ترقّبه؟ |
يا من أحسن (٦) ظنّي في رضاه وما |
|
ينفكّ يبدي قبيحا من تغضّبه |
إن كان ذنبي الهوى فالقلب منّي لا |
|
يصغي لسمع ملام من مؤنّبه |
فأجبته بهذه الرسالة ، وهي ظريفة في معناها (٧) :
«يا سيدي الذي إذا رفعت راية ثنائه تلقّيتها باليدين (٨) ، وإذا قسّمت سهام وداده
__________________
(١) القصيدة في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٢٦ ـ ٢٢٧).
(٢) البرق الخلّب : الذي يطمع في المطر وليس وراءه مطر ، ويضرب مثلا في الشيء الذي لا منفعة وراءه. لسان العرب (خلب).
(٣) في الأصل : «ألأنت» وكذا ينكسر الوزن.
(٤) في الأصل : «كملت» ، والتصويب من نفح الطيب.
(٥) في النفح : «حضرت».
(٦) في الأصل : «أحسن» وكذا ينكسر الوزن والتصويب من نفح الطيب.
(٧) الرسالة في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٢٧ ـ ٢٢٨).
(٨) أخذ هذا من قول الشماخ بن ضرار في عرابة الأوسي : [الوافر]
إذا ما راية رفعت لمجد |
|
تلقّاها عرابة باليمين |
الشعر والشعراء (ص ٢٣٥).