بدعابتي هذه مع إجلال قدره ، والثّقة بسعة صدره ، فليتلقّها بيمينه ، ويفسح لها في المرتبة بينه وبين خدينه (١) ، ويفرغ لمراجعتها وقتا من أوقاته عملا (٢) بمقتضى دينه ، وفضل يقينه ، والسّلام.
ومن شعره ما كتب به إليّ (٣) : [الكامل]
آيات حسنك حجّة للقال (٤) |
|
في الحبّ قائمة على العذّال |
يا من سبى طوعا عقول ذوي النّهى |
|
ببلاغة قد أيّدت بجمال |
يستعبد الأبصار والأسماع ما |
|
يجلو ويتلو من سنيّ مقال |
وعليك أهواء النفوس بأسرها |
|
وقفت فغيرك (٥) لا يمرّ ببال |
رفعت لديك (٦) في البلاغة راية |
|
لمّا احتللت بها وحيد كمال |
وغدت تباهي منك بالبدر الذي |
|
تعنو البدور لنوره المتلالي |
ما ذا ترى يا ابن الخطيب لخاطب (٧) |
|
ودّا ينافس فيك كلّ مغال (٨)؟ |
جذبته نحو هواك غرّ محاسن |
|
مشفوعة أفرادها بمعال |
وشمائل رقّت لرقّة طبعها |
|
فزلالها يزري بكل زلال |
وحليّ آداب بمثل نفيسها |
|
تزهو الحلى ويجلّ قدر الحالي |
تستخدم (٩) الياقوت عند نظامها |
|
فمقصّر من قاسها بلآل |
سبق الأخير الأوّلين بفضلها |
|
فغدا المقدّم تابعا للتّالي |
شغفي ببكر (١٠) من عقائلها إذا |
|
تبدو تصان من الحجى بحجال |
فابعث بها بنت (١١) المنى ممهورة |
|
طيب الثّناء لنقدها والكالي |
لا زلت شمسا في الفضائل يهتدى |
|
بسناك في الأفعال والأقوال (١٢) |
ثم السّلام عليك يترى ما تلت |
|
بكر الزّمان روادف الآصال |
__________________
(١) الخدين : الخدن ، الصديق. لسان العرب (خدن).
(٢) كلمة «عملا» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها من النفح.
(٣) القصيدة في الكتيبة الكامنة (ص ٦٠).
(٤) في الكتيبة : «للتالي».
(٥) في الأصل : «فطيرك» والتصويب من الكتيبة الكامنة.
(٦) في الأصل : «لريّه» ، والتصويب من الكتيبة الكامنة.
(٧) في الكتيبة : «يخاطب».
(٨) في الأصل : «مقال» والتصويب من الكتيبة.
(٩) في الأصل : «يستخدم» والتصويب من الكتيبة الكامنة.
(١٠) في الأصل : «بذكر» والتصويب من الكتيبة.
(١١) في الأصل : «نلت» والتصويب من الكتيبة.
(١٢) في الكتيبة : «في الأقوال والأفعال».