أتانا إلى الغرب في شوكة |
|
بها عاد جمع الأعادي قليلا |
وفوق رؤوس الطغاة انتضى |
|
حساما ليسمع فيها صليلا |
وجرّد من عزمه مرهفا |
|
لحسم أمور المناوي صقيلا |
وكل كفور معاد له |
|
سيأخذه الله أخذا وبيلا |
أعزّ الخلائق لمّا ولي |
|
ونوّه من كان منهم ذليلا |
وراعى لمن جاءه داخلا |
|
حماه من القاصدين الدّخيلا |
فكان بأفعاله قصده |
|
إلى منهج الفضل قصدا جميلا |
وصحّ انتعاش المعالي به |
|
وقد كان شخص المعالي عليلا |
وشيّد مبنى العلا بالنّدى |
|
ووثّقه خشية أن يميلا |
ينيل ويعطي جزيل العطاء (١) |
|
فما زال أخرى الليالي منيلا |
ودام مدى الدّهر في رفعة |
|
تثير من الحاسدين الغليلا |
ولا برح السعد في بابه |
|
يؤمّ به مربعا أو مقيلا |
محمد المكودي (٢)
من أهل فاس ، يكنى أبا عبد الله.
حاله : من «الإكليل» (٣) : شاعر لا يتعاطى (٤) ميدانه ، ومرعى بيان ورف عضاهه (٥) وأينع سعدانه (٦) ، يدعو الكلام فيهطع (٧) لداعيه ، ويسعى في اجتلاب المعاني فتنجح مساعيه ، غير أنه أفرط في الانهماك ، وهوى إلى السّمكة من أوج السّماك (٨). وقدم (٩) على هذه البلاد مفلتا من رهق تلمسان حين الحصار ، صفر اليمين واليسار من اليسار ، ملئ هوى أنحى على طريفه وتلاده ، وأخرجه من بلاده.
__________________
(١) في الأصل : «العطا».
(٢) هو محمد بن محمد المكودي ، ترجمته في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٢٥ ، ٣٧٨) وأزهار الرياض (ج ٥ ص ٤٩) وجاء فيه أنه : أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المكودي.
(٣) النص مع الشعر في نفح الطيب (ج ٨ ص ٣٧٨ ـ ٣٧٩).
(٤) في النفح : «لا يتقاصى».
(٥) في الأصل : «عضله» والتصويب من النفح.
(٦) السّعدان : نبت له شوك. لسان العرب (سعد).
(٧) يهطع : يسرع. لسان العرب. (هطع).
(٨) السمكة : برج في السماء. والسّماك : واحد السّماكين وهما كوكبان نيّران ، يقال لأحدهما السّماك الرامح وللآخر السماك الأعزل ، ومراده أنه هوى من الأوج إلى الحضيض. لسان العرب (سمك).
(٩) في النفح : «قدم».