« ولا اعتبار بقول الكلبي : « هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة » فإنه توجد له اشياء من هذا التفسير ما لو كان في زمن السلف الصالح لمنعوه من ذلك ، وحجروا عليه .. »
ثالثها : أن المقريزي لم يوجه كلمة نقد واحدة لنجم الدين الطوفي حين علق على حصر الشيعة معنى « القربى » من قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) في أولاد علي وفاطمة خاصة فقال : « وعند هذا « استطال!! » الشيعة ، وزعموا أن الصحابة رضي الله عنهم خالفوا هذا الأمر ، ونكثوا هذا العهد بأذاهم أهل البيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم .. ».
والذي لا شك فيه أن ميول المقريزي إلى أهل البيت كانت واضحة ، ولكنها لم تخرجه عن النصفة ، والعدالة ، وهو يعرض لقضية من قضاياهم الكثيرة فإنه لم يبن حكماً أبرمه في شيء من ذلك إلا على اساس من قوانين العلم ، وأدلة المنطق.
وبعد : فإن هذا الكتاب دليل واضح على تمتع المقريزي بعقلية علمية منظمة استطاعت أن تجمع كمية من الشعاعات المتفرقة هنا وهناك ، وأن يكوّن منها في براعة واستيعاب حزمة من الضوء بهرت منا الأبصار.
|
محمد أحمد عاشور |
بيروت في { ١١ شعبان ١٣٩٢ * ١٩ سبتمبر ١٩٧٢
* * *