الكتاب ، ثم هي لازمة لكم ، فنحن أوردناها إلزاما لا إستدلالا.
قال الطوفي : واعلم أن الاية ليست نصا ولا قاطعا في عصمة آل البيت وإنما قصاراها أنها ظاهرة في ذلك بطريق الأستدلال الذي حكيناه عنهم ، والله أعلم.
* * *
وقال العارف محي الدين أبو عبد الله محمد بن عربي (١) ، رحمه الله تعالى (٢) : « كل عبد إلهي توجه لأحد عليه حق من المخلوقين فقد نقص من عبوديته لله تعالى بقدر ذلك الحق (٣) فإن ذلك المخلوق يطلبه بحقه وله عليه سلطان به ، فلا يكون عبدا محضا خالصا لله تعالى ، وهذا هو الذي رجح عند المنقطعين إلى الله انقطاعهم عن الخلق ، ولزومهم السياحات ، والبراري ، والسواحل ، والفرار من الناس ، والخروج عن ملك الحيوان ؛ فإنهم يريدون بذلك الحرية من جميع الأكوان.
ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدا محضا قد طهره الله تعالى وأهل بيته تطهيرا ، وأذهب عنهم الرجس وهو كل ما يشينهم ، فإن الرجس
____________
(١) هو محيى الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطائي الحاتمي الأندلسي ولد بمرسية سنة ٥٦٠ هـ ثم ارتحل وطاف بالبلاد الإسلامية وتوفي في ربيع الآخر سنة ٦٣٨ هـ. انظر ترجمته في « شذرات الذهاب » : ٥ / ١٩٠ ـ ١٠٢.
(٢) انظر : « الفتوحات المكية » ١ / ١٩٦ ـ ١٩٨.
(٣) في « ق » و « س » : « بذلك القدر » والمثبت عن « الفتوحات ».