فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) (١).
وإذا صح الخبر الوارد في سلمان رضي الله عنه ، فله هذه الدرجة ؛ فإنه لو كان سلمان على أمر يشنؤه (٢) الله وتلحقه المذمة من الله تعالى بلسان الذنب عليه (٣) لكان مضافا إلى أهل البيت من لم يذهب عنه الرجس ، فيكون لأهل البيت من ذلك بقدر ما أضيف إليهم ، وهم المطهرون بالنص ، فسلمان منهم بلا شك.
وإذا كانت مرتبة مخلوق عند الله بهذه المثابة أن يشرف المضاف إليهم بشرفهم ، وشرفهم ليس لأنفسهم ، وإنما الله تعالى هو الذي اجتباهم وكساهم حلل الشرف ؛ فكيف بمن له المجد والشرف التام لنفسه ، فهو المجيد سبحانه وتعالى ، فالمضاف إليه من عباده الذين هم عباده ، وهم الذين لا سلطان ولا ملك لمخلوق عليهم [ في الاخرة ، قال تعالى لأبليس : ( إن عبادي ) فأضافهم إليه : ( ليس لك عليهم سلطان ) وما تجد في القرآن عباداً مضافين إليه سبحانه إلا السعداء خاصة ، وجاء اللفظ في غيرهم بالعباد ، فما ظنك بالمعصومين
____________
(١) سورة الحديد ، آية : ٢١.
(٢) يشنوه : يبغضه.
(٣) في الفتوحات : « أمر يشنؤه ظاهر الشرع وتلحق المذمة بعامله ... لكان مضافاً ... ».