في نفس الأمر يشبه جري المقادير على العبد في ماله [ ونفسه ] بغرق [ أو بحرق وغير ذلك من الأمور المهلكة ] أو يقع في النار فيحترق أو يموت له أحد أحبابه ، أو يصاب هو في نفسه ، وهذا كله مما لا يوافق غرضه [ ولا يجوز له أن يذم قدر الله ولا قضاءه ] ولكن ينبغي أن يقابل ذلك كله بالرضا والتسليم ، وإن نزل عن هذا المقام فبالصبر ، وإن ارتفع [ عن تلك المرتبة ] (١) فبالشكر ؛ فإن في طي ذلك نعمة (٢) من الله تعالى ، وليس وراء ما ذكرناه خير ؛ فإنه ما وراءه إلا الضجر والتسخط ، ولذلك ينبغي أن يقابل المسلم جميع ما يطرأ عليه من [ أهل البيت ] (٣) رضى الله عنهم في ماله وفي أهله ، وفي عرضه وفي نفسه أن يقابله بالرضى والتسليم والصبر ، ولا يلحق بهم المذمة أصلا ، وإن توجهت عليهم الأحكام الشرعية من إقامة الحدود المشروعة (٤) ؛ فذلك لا يقدح في هذا ، وإنما نمتنع من إلحاق الذم بهم وسبهم إذ قد ميزهم الله تعالى عنا بما ليس لنا معهم فيه قدم ، وأما أداء الحقوق المشروعة فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقترض من اليهود ، وإذا طالبوه
____________
(١) زائدة في « الفتوحات ».
(٢) في « س » : « نقمة ».
(٣) في « ق» : « من أولاد فاطمة » والمثبت عن « الفتوحات ».
(٤) في « الفتوحة المكية » : « وإن توجهت عليهم الأحكام المقررة شرعاً فذلك لا يقدح .. ».