بحقوقهم أداها على أحسن ما يمكن ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : « لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها » فذلك حق الله تعالى ، ومع هذا لم يذمهم الله تعالى ، وإنما كلامنا في حقوقكم ، وفيما لكم أن تطالبوهم به فلكم ذلك ، وليس لكم ذمهم ولا الكلام في أعراضهم [ ١٥٣ / ا ] ، ولا سبهم ، وان نزلتم عن طلب حقوقكم ، وعفوتم عنهم فيما أصابوه منكم ، كان لكم بذلك عند الله [ اليد العظمى والمكانة ] (١) الزلفى ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما سأل منكم إلا المودة في القربى ، ومن لم يقبل سؤال نبيه فيما هو قادر عليه فبأي وجه يلقاه غدا أو يرجو شفاعته ، وهو ما أسعف نبيه فيما سأله من المودة في قرابته ، ثم انه جاء بلفظ المودة وهي الثبوت على المحبة ؛ فإن من ثبت على محبته استصحب المودة في كل حال ، وإذا استصحب المودة في كل حال لم يؤاخذ أهل البيت فيما يطرأ منهم في حقه مما لا يوافق غرضه ... (٢) ألا ترى ما قال المحب وما ذكر المودة التي هي أتم :
* وكل ما يفعل المحبوب محبوب *
وقال الاخر :
____________
(١) زائدة في « الفتوحات ».
(٢) عبارة « الفتوحات » : « فإنه من ثبت وده في أمر استصحبه في كل حال ، وإذا استصحبه المودة في كل حال لم يؤاخذ أهل البيت بما يطرأ منهم في حقه مما له أن يطالبهم به ، فيتركه ترك محبة وايثاراً لنفسه لا عليها ».