أحب لحبها السودان حتى |
|
أحب لحبها سود الكلاب |
وكانت الكلاب [ السود ] (١) تناوشه ، وهو يتحبب إليها ، فهذا فعل المحب في حب من لا تسعده (٢) محبته عند الله تعالى ولا تورثه القربة (٣) عند الله تعالى ، فهل هذا إلا من صدق الحب ، وثبوت الود في النفس ؛ فلو أحببت الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أحببت أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ، ورأيت كل ما يصدر منهم في حقك [ مما لا يوافق طبعك ولا غرضك ] أنه جمال محض تتنعم [ بوقوعه منهم ] (٤) ، وتعلم أن لك عناية عند الله تعالى حيث ذكرك من يحبه وهم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو ذكروك بذم وسب ، فتقول : الحمد لله الذي أجراني على ألسنتهم ، وتزيد الله تعالى شكرا على هذه النعمة ؛ فإنهم ذكروك بألسنة طاهرة قد طهرها الله تعالى بطهارة لم يبلغها علمك.
وإذا رأيناك على ضد هذه الحالة مع أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أنت محتاج إليه ، وله عليك المنة حيث هداك به ، فكيف أثق أنا بودك إذ تزعم أنك شديد
____________
(١) زائدة في « الفتوحات ».
(٢) في « س » : لا تسعفه.
(٣) في « ق » : « القربى » والمثبت عن « الفتوحات » و « س ».
(٤) زائدة في « الفتوحات ».