الحب فيّ والرعاية لجانبي ، وما ذاك على الحقيقة إلا من نقص إيمانك ، ومن مكر الله تعالى ، وإستدراجه بك حيث لا تعلم ، وصورة المكر فيه أن تقول [ ١٣٥ / ب ] وتعتقد أنك في ذلك ذاب عن دين الله تعالى وشرعه ، وإني ما طلبت إلا ما أباح الله تعالى لي طلبه ، ويندرج الذم في ذلك الطلب المشروع ، والبغض والمقت ، وأنت لا تشعر.
والدواء الشافي من هذا الداء العضال أنك لا ترى [ لنفسك معهم حقا ] (١) بل تنزل عن حقك لئلا يندرج فيه ما ذكرت لك ، وما أنت من حكام المسلمين حتى تقيم فيهم حدود الله تعالى ، فلو كشف لك عن منازلهم في الاخرة عند الله تعالى لوددت أن تكون [ مولى من مواليهم ] (٢) والله يلهمنا رشد أنفسنا.
* * *
قال جامع هذه النبذة : ويؤيد مقالة الشيخ محي الدين هذه ما خرجه الحاكم في مستدركه من حديث معاوية بن هشام قال : حدثنا عمر بن غياث (٣) عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ».
____________
(١) في « ق » : « لا ترى نفسك صاحب حق » والمثبت عن « الفتوحات ».
(٢) في « ق » و « س » : « أن تكون عبداً من عبيدهم ».
(٣) في « ق » و « س » : « عمرو بن عتاب » والمثبت عن « المستدرك » ٣ ـ ١٥٢ ، و « ميزان الاعتدال » : ٣ / ٢١٦.