يا معشر قريش إلا أن تودوني في قرابتي منكم ، وتصلوا الرحم التي بيني وبينكم ، ثم استدل لذلك.
* * *
وقال ابن عطية (١) : « اختلف الناس في معناه ـ يعني قوله تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ـ فقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وغيره : هي آية مكية نزلت في صدر الأسلام ، ومعناها : استكفاف (٢) شر الكفار ، ودفع أذاهم ، أي إني ما أسألكم على القرآن والدين ، والدعاء إلى الله تعالى إلا أن تودوني لقرابة هي بيني وبينكم ، فتكفوا عني أذاكم.
قال ابن عباس ، وابن إسحاق ، وقتادة : لم يكن في قريش بطن إلا ولرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فيهم نسب أو صهر ، والاية على هذا هي استعطاف ما ، ودفع أذى ، وطلب سلامة منهم ، وذلك كله منسوخ بآية السيف. ويحتمل على هذا التأويل أن يكون معنى الكلام استدعاء نصرهم ، أي لا أسألكم غرامة ولا شيئا إلا أن تودوني لقرابتي منكم ، وأن يكونوا أولى بي من غيركم.
وقال مجاهد : المعنى إلا أن تصلوا رحمي باتباعي.
وقال ابن عباس أيضا ما يقتضي أنها مدنية ، وسببها أن
____________
(١) انظر « المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز » ورقة : ٩٨ ، ٩٩.
(٢) أي طلب الكف.