وثمانمائة شهيداً غريباً مُقَلا.
* * *
وحدثني الرئيس شمس الدين محمد بن عبد الله العمري قال : سرت يوما في خدمة القاضي جمال الدين محمود العجمي محتسب القاهرة من منزله حتى جاء الى بيت الشريف عبد الرحمن الطباطبي (١) المؤذن ، ومعه نوابه وأتباعه ، فاستأذن عليه ، فخرج من منزله ، وعظم عليه مجيء المحتسب إليه ، وأدخله إلى منزله ، فدخلنا معه ، وجلسنا بين يديه على مراتبنا ، فلما اطمأن به الجلوس ، قال للشريف : يا سيد حاللني. قال : لم احاللك يا مولانا؟ قال : لما صعدت البارحة إلى القلعة ، وجلست بين يدي مولانا السلطان ـ يعني الظاهر برقوق ـ فجئت أنت وجلست فوقي في المجلس ، فقلت في نفسي : كيف يجلس هذا فوقي بحضرة السلطان؟ ثم لما قمنا وكان الليل ، ونمت رأيت في نومي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمود تأنف أن تجلس تحت ولدي؟! فبكى عند ذلك الشريف عبد الرحمن وقال : يا مولانا ومن أنا حتى يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فبكى الجماعة ، وسألوه
____________
(١) في « ق » : « عبد الله الطباطي » والمثبت عن « الضوء اللامع » و « س ».