مرّ الغوثى (١) : وهو شرحبيل بن حسنة ، وهى أمه (٢). قدم مصر رسولا من النبي صلىاللهعليهوسلم إلى ملكها ، وتوفى النبي صلىاللهعليهوسلم وهو بمصر (٣). روى عنه ابنه ربيعة (*).
__________________
(١) نقلت هذا النسب المطوّل من (أسد الغابة) لابن الأثير ٢ / ٥١٢ ، وذلك تمشيّا مع منهج ابن يونس فى سوق أنساب مترجميه بطولها. ويلاحظ أن (الغوثىّ) نسبة إلى الغوث بن مرّ أخى تميم بن مرّ ، كما صرح بذلك ابن هشام فى (السيرة النبوية) ج ١ / ٣٢٧. ويلاحظ ـ أيضا ـ أن ابن حجر ـ وهو لا يعنى كثيرا بذكر النسب كاملا ـ قال : المطاع بن قطن ـ (تهذيب التهذيب ٤ / ٢٨٥). ولعل الراجح المثبت فى المتن.
(٢) يمكن مراجعة الآراء ، التى أثيرت حول حقيقة (حسنة) ، ونسبها ، ومدى صحة أمومتها لشرحبيل فى : (الاستيعاب ٢ / ٦٩٨ ـ ٦٩٩ ، وأسد الغابة ٢ / ٥١٢ ـ ٥١٣ ، والإصابة ٣ / ٣٢٨).
(*) الإكمال ٢ / ٤٦٩.
(٣) السابق ٢ / ٤٦٩ (ولم ينسبه لابن يونس ، لكن تشابه مادته مع من نقل عن ابن يونس فى هذه الترجمة ، تجعلنا نجزم أن ابن ماكولا فاته إثبات اسم ابن يونس كمصدر لهذه الترجمة ، وهو يفعل ذلك كثيرا). وتهذيب التهذيب ٤ / ٢٨٥ (وقال ابن يونس). وأضاف : أنه روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، عن عبادة بن الصامت. روى عنه عبد الرحمن بن غنم ، وأبو عبد الله الأشعرى ، وغيرهما. وأحب أن أنبّه إلى وقوع سقط فيما نقله ابن حجر ، عن ابن يونس فى هذه الترجمة ، وأورده فى (الإصابة ٣ / ٣٢٩) ، إذ قال : «أرسله النبي صلىاللهعليهوسلم إلى مصر ، فمات شرحبيل بها». والصواب : فمات ـ أى : الرسول صلىاللهعليهوسلم ـ وشرحبيل بها. وثمة جزئية أخرى : ذكر السيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ٢٠٨ : أن ابن عبد الحكم ذكر المترجم له فيمن شهد فتح مصر. وبناء عليه خطّأ ابن عبد الحكم ؛ لأن شرحبيل مات بالشام سنة ١٨ ه (قبل فتح مصر). والحق أنه مات فعلا فى التاريخ المذكور (الاستيعاب ٢ / ٦٩٩ ، وأسد الغابة ٢ / ٥١٣ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٢٨٥) ، لكنى أود أن يكون تعبيرى أكثر دقة من تعبير السيوطى ، فأقول : إن ابن عبد الحكم لم يقل : إنه شهد فتح مصر ، وكل ما أورده عنه فى كتابه (فتوح مصر) ينحصر فى ثلاثة مواضع : ١ ـ ص ١٤٨ : وفيها يوصى شرحبيل أن يدفع نصف ماله بعد موته إلى عمر بن الخطاب ، وكان استعمله على بعض العمل. ٢ ، ٣ ـ وهما الموضعان اللذان يفهم منهما أنه دخل مصر بعد فتحها ـ لا أنه شهد فتحها ـ وهما : (ص ٢٣١) : وفيها ذكر ابن عبد الحكم أن عمرا دعا (خالد بن ثابت الفهمى) ؛ ليتولى المكس فاستعفاه ، فولاه شرحبيل بن حسنة. وهذا غير صحيح ؛ لأن الذي وليه هو ابنه (ربيعة بن شرحبيل بن حسنة) كما مر فى ترجمة ابن يونس له (رقم ٤٦٤). والموضع الأخير ص ٣١٤ : ذكره ابن عبد الحكم ضمن من دخل مصر من الصحابة ، وقال : للمصريين عنه حديث (وهو عبارة عن رواية ، تحكى أن شرحبيل أمّ الناس يوم الجمعة بمصر ، فقرأ بسورة محمد (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) [الآية الأولى]. ولا شك أن هذا خطأ ثان من ابن عبد الحكم ، إذ لم يثبت