واختط بها. وولى المغرب لمعاوية ، ويزيد بن معاوية. وهو الذي بنى قيروان إفريقية ، وأنزلها المسلمين. قتلته البربر ب «تهودة» من أرض المغرب سنة ثلاث وستين. وولده بمصر والمغرب (١). يروى عن معاوية. روى عنه ابنه مرّة بن عقبة ، وعلىّ بن رباح ، وبحير بن ذاخر (٢).
روى من طريق خالد بن يزيد ، عن عمارة بن سعد ، عن عقبة بن نافع الفهرىّ (٣) ،
__________________
وأسد الغابة ٤ / ٥٢. وفى (مخطوط معرفة الصحابة) لأبى نعيم : سار صاحبه فى النسب إلى (أمية) الأول ، ثم قال : (ابن الحارث بن عامر بن فهر القرشى). وقد انتقد ابن عساكر هذا النسب السابق ، واعتبره وهما توهّمه ابن منده على ابن يونس (مخطوط تاريخ دمشق) ١١ / ٧١٦. وصحح ابن عساكر ما ساقه ابن يونس من نسب (السابق : ١١ / ٧١٧). واختلط الأمر على السيوطى فى (حسن المحاضرة) ١ / ٢٢٠ ، وسمّاه (عقبة بن الحارث الفهرىّ) ، فقال : قال ابن يونس : له صحبة ، ولم يفتح (والصواب : ولم يصحّ). وقد ذكر ابن حجر المترجم له فى موضعين : الأول ـ باسم (عقبة بن نافع بن الحارث) ، وقال : نسب ـ هنا ـ إلى جده (لعله يقصد جده الأعلى الحارث). وقال : ذكره ابن يونس على الصواب ، فلعل النسخة سقط منها اسم أبيه (الإصابة) ٥ / ٢٧٧. والثانى ـ باسم (عقبة بن نافع). وقد ترجم له فى (المصدر السابق ٥ / ٦٤). والحق أن النسب الوارد فى المتن هو الصحيح ، وتأويل ابن حجر فى الموضع الأول بعيد ، وصنيع السيوطى فيه خلط ؛ بدليل أنه عاد ، وترجم ل (عقبة بن نافع) ، ولكنه لم يقتبس من ابن يونس فى ترجمته (حسن المحاضرة ١ / ٢٢٠ ـ ٢٢١). وهذا يعنى أن (عقبة بن الحارث) شخصية تختلف عن (عقبة بن نافع). ويمكن مراجعة ترجمة الأول فى (طبقات ابن سعد ٦ / ٦ ، والاستيعاب ٣ / ١٠٧٢ ، وأسد الغابة ٤ / ٥٠). وأخيرا ، فقد خلط د. البرى بين (عقبة بن الحارث الفهرى) ، و (عقبة بن عامر الجهنى) ، فمنح الأول بعض سمات الثانى ، فوصفه بالمقرئ الفقيه المحدّث الأمير ، وأعطاه نفس تاريخ وفاة الأخير (٥٨ ه). (القبائل العربية فى مصر ص ٨٣). وفى (هامش ٤٠ من الصفحة السابقة) ، قال : ذكر السيوطى (عقبة بن الحارث) خطأ ، بدلا من (عقبة بن عامر الجهنى). والحق أن السيوطى أعطى الأول جزءا من ترجمة (عقبة بن نافع) ، فكأنه وزّع ترجمة (عقبة بن نافع) على موضعين.
(١) مخطوط معرفة الصحابة ، لأبى نعيم (فيما حكى عن أبى سعيد بن عبد الأعلى) ، ومخطوط تاريخ دمشق (١١ / ٧١٦ ، وتاريخ الإسلام ٥ / ١٨٨).
(٢) مخطوط تاريخ دمشق (١١ / ٧١٦).
(٣) ورد فى بداية السند فى (الإصابة) ٥ / ٦٥ ما يلى : «قال ابن يونس : وروى ابن منده ، من طريق خالد بن يزيد .. إلخ». وأستبعد صحة ذلك ؛ لأن ابن منده روى تاريخ ابن يونس ، لا العكس. ثم إن السند الذي نقلت به الرواية ناقص من بدايته ، ورجحت أن يكون ابن منده هو الذي رواه عن ابن يونس من الطريق المذكورة.